الأحاديث القدسية تعني : الأحاديث المطّهرة و المنزّهة و هي صادرة من الله سبحانه و تعالى ، و أخبرها الله تعالى عز و جل للرسول صلى الله عليه و سلم بواسطة جبريل عليه السلام ، أو إلهاماً أو مناماً و قد إكتفيت بوضع هذة الأحاديث المؤثرة لعل الله تعالى يهدي بها كل من يقرأها و الأحاديث القدسية عموماً تدل على رحمه الله تعالى الواسعة و التى شملت كل شيء و قد نَطَقَ بها لسان محمد صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى من عند رب العباد جميعاً.
عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم : يقول الله تعالى : ما غَضبتُ على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوي.
يقول الله عز وجل : “إني لأجدني أستحى من عبدي يرفع إلي يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له ، فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدى”.
“جاء فى الحديث : إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يارب ، فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدي عنى؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي”.
“ابن آدم خلقتك بيدي و ربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني ، فإذا رجعت إليّ تُبتُ عَليك فمن أين تجد إلهاً مِثلي وأنا الغفور الرحيم “.
{مَن عادى لي ولياً فقد أذنتة بالحرب ، و ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضتة عليه ، و ما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، و بصره الذى يبصر به و يده التى يبطش بها و رِجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذ بي لأعيذنه ، وماترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته }.
“عبدى أخرجتك من العدم الى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل ، عبدي أسترك ولا تخشاني ، أذكرك وأنت تنساني ، أستحي مِنك وأنتَ لا تستحي مني.
من أعظم مني جوداً ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ، ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه، أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟.
“جاء أعرابي إلى رسول الله فقال له يارسول الله ” من يُحاسب الخلق يوم القيامة؟ ” فقال الرسول “الله” فقال الأعرابي : بنفسه؟ فقال النبي : بنفسه ، فضحك الأعرابي وقال: اللّهم لَكَ الحمد، فقال النبي: لم الإبتسام يا أعرابي؟ فقال : يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى و إذا حاسب سامح ، قال النبي: فقه الأعرابي”.
قال الله تبارك وتعالى فى الحديث القدسي : “يا إبن آدم أستطعمتك ولم تطعمني فيقول : فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول : أفلم يستطعمك عبدي فلان؟ ، أما تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي”.
“يا إبن آدم أستسقيتك ولم تسقني فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدي فلان أما تعلم إنك لو أسقيته لوجدت ذلك عندي”.
{ إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل : إنى أحب فلاناً فأحبوه فيحبه جبريل و أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض و اذا ابغض الله عبداً دعا جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضة جبريل ثم ينادي فى أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء فى الأرض }.
“يا إبن آدم مرضت ولم تعدني فيقول : فكيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول : مَرِضَ عبدي فلان أما تعلم إنك لو عدته لوجدتني عنده”.
أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني فى نفسة ذكرته فى نفسي ، و إن ذكرني فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم ، و إن تقرب إلى بشبرٍ تقربت إلية بذراعاً ، و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتاني يمشي أتيته هروله.
يقول الله تبارك وتعالى : “يا عبادي إنيّ حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرما فلا تظالموا.
يا عبادي كُلكم جائع إلا من أطعمته فإستطعموني أطعمكم.
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أشد فرجاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فإنفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فإضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.
جاء فى الحديث إنه عند معصية آدم فى الجنة ناداه الله : “يا آدم لا تجزع من قولي لك “أخرج منها” فلك خلقتها ولكن إنزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلي وإنكسر فى حبي حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى .
قال الله تعالى : يا آدم كنت تتمنى أن أعصمك؟ قال آدم نعم ، فقال الله عز وجل : “يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلي من أجود برحمتي وعلى من أتفضل بكرمي ، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر.
يا آدم ذنب تذل به إلينا أحب إلينا من طاعة تراءى بها علينا ، يا آدم أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين.