اتقوا الله في النساء
قبل وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وصّى الرفق بالنساء وقال:” أيها النّاس، اتّقوا الله في النّساء، اتقوا الله في النّساء، أوصيكم بالنساء خيراً”.
وقد كانت المرأة في الجاهلية ما قبل الإسلام قد حرمت من حقوقها، ووأدت دون سبب، ويتم قتلها خوفاً من العار من ساعة ولادتها، وحرمت حقها في الميراث، وحقها في إبداء رأيها، بينما اعتبرتها ديانات أخرى رجس من عمل الشيطان، فلا يقربونها، ويهينونها، ويذلونها، حتى فروا منها إلى حياة التبتل والرهبنة، ولما جاء الإسلام، حفظ لها حقوقها، فشرع لها الميراث، وإبداء الرأي، وأرسى لها الحقوق، مما جعلها في مكانة مرموقة وراقية، فهي الأمن والأخت والابنة، والسيدة، وصانعة المجتمعات، وأكد الإسلام أن المرأة كالرجل لها حقوق وعليها واجبات، وأجاز الاسلام للمرأة حقوقاً كأن تمتلك، وتتصرف فيما تراه مناسباً دون الخروج عن تشريعات الاسلام وحدوده، وقال تعالى:”رجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيباً مما اكتسبن”.
وجعل الاسلام المرأة مكفولة النفقات، سواء كانت بنتاً أو أختاص أو زوجة ويقول تعالى:” الرجال قوامون على النساء” وهذا تصريح بأن المرأة يجب النفقة عليها بما يحفظ عرضها ويسترها ويكرمها، وأمر الإسلام أن تحاط المرأة بجو من المحبة والود بعيداً عن الكراهية والتحيز والتعصب، وأن تنشأ تنشئة المساواة مع إخوتها الذكور في الحقوق، فلا يفضل الآباء الأولاد على البنات، مما سيساهم بعدم تنشتهن تنشئة نفسية واجتماعية صحيحة.
وأعطاها الإسلام الحق في إبداء رأيها وهذا في أمور كثيرة أعظمها الزواج، فلا يصح أي عقد زواج دون موافقة الفتاة عليه، وسيعتبر باطلاً وبهذا منحها أن تحدد مصير حياتها، وتبنيه على أساس اختارته هي، وعندما تصبح أماً أمر أولادها برعايتها وحفظها وإعطاءها حقوقها وبرها وزيارتها، والاهتمام بها، فأكرمها الدين الاسلامي ما لم تكرمها به أي ديانة سابقة.
وجعل الله رضا الأم طريق نحو الجنة، ويبسط له الله رزقه، وييسر له أمره، ويرزقه من حيث لا يحتسب، هذا إن أرضى أمه وقام على طاعتها وخدمتها، فينال رضاها ورضا الله والفوز بمحبته.
وعلى الزوج أن يعامل زوجته كملكة، لا كخادمة تقوم على طاعته طول النهار دون إعطائها حقها في الراحة، ودون أن يشعرها بالسكينة والمحبة، فيطيل عليها صمته، وعبوسه، وشر لسانه، ويقلب حياتها رأساً على عقب، فتظلم الدنيا في عينيها بسبب رجل واحد، تقوم على خدمة أولاده ورعايتهم وتنميتهم وحفظهم، وتدير شؤون البيت وشؤون عائلته، فكان واجباً عليه احترامها وتقديرها وتكريمها.
فإذا هاجرت المرأة مع زوجها، وتركت أهلها، فتفقد سندها، وإن تغير عليها زوجها في غير بلاد أهلها ظلمها ظلماً كبيراً، لهذا وصّى الرسول قبل وفاته بالنساء، لأهميتهن في الحياة البشرية، ولضعفهن الجسدي، ولعدم وجود أي سند لهن سوى الرجال، فنصيحة للرجال الذين يظلمون نساءهم، اتقوا الله فيهن، وإذا أنت قد نسيت ما تفعله فالصحف التي تسجل عليك لا يمحى منها شيء، وستجده أمامك غداً لذلك اتق الله.