الفواكه التي ذكرت في القرآن

الفواكة في اللغة

تُعرّف الفواكه في اللُغة بأنّها الشيئ الذي يُتمتَّع ويُتلذّذ به، ويُقال تفكّه فُلانٌ بالأكل؛ أي أكل ما لذّ منه، وهي مأخوذه من كلمة يتفكّه، فيُقال تفكّه تَفَكُهاّ فهو مُتفكِّه، والمفعول منها متفكَّهٌ به،[١] وأمّا كلمة فاكهة فتُطلق على كُلّ ما يتفكه به الشخص من أيّ نوعٍ من أنواع الثمار.[٢]

الفواكه التي ذكرت في القرآن

توجد العديد من الفواكه التي جاء ذِكرها في القُرآن الكريم، وبيانها فيما يأتي:

  • العنب: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ)،[٣] وقُرأت كلمة جناتٍ بالنصب؛ فيكون المعنى أنّ هذه الجنات من أعناب تكون لكم.[٤]
  • النخيل: شبّه الله -تعالى- هذه الفاكهة بالكلمة الطيبة،[٥] في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي رواه ابن عُمر -رضي الله عنه- قال: (إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُها كَمَثَلِ المُسْلِمِ، فأرَدْتُ أنْ أقُولَ: هي النَّخْلَةُ، فإذا أنا أصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ)،[٦][٧]

وقد جاء ذكر هاتين الفاكهتين بقوله -تعالى-: (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)،[٨] وجاء ذكرهما على وجه الخصوص دون سائر الفاكهة، لسببين؛ الأوّل هو أنّ العرب الذين نزل عليهم القُرآن كانوا يشتهرون بهما، وذلك ليتذكروا نعم الله -تعالى- عليهم؛ فقد كان النخيل مُشتهراً في الحجاز والمدينة، وأمّا العنب فقد كان مُشتهراً في الطائف،[٩] والسبب الثاني هو كثرة المنافع فيهما؛ فالنخل يُنتفع من جميع أجزائه؛ كخشبه، وجريده*، وخوصه*، أمّا العنب فقد جاء ذكر ثمره فقط؛ لأنّه أعظم شيءٍ فيه،[١٠] وقد جاء ذكرهما بالقُرآن بالتقديم والتأخير فمرّةً بتقديم النخل على الأعناب، ومرةً بتقديم الأعناب على النخل، كما وجاء ذكر النخل لوحده، ولم يذكر العنب لوحده عن النخل؛ وذلك حسب كثرته وقلّته، وحسب نفعه وأفضليّته؛ فالنخل يكون بالعراق والمدينة أفضل من العنب، والعنب في الشام أفضل من النخل وهكذا جاء ذكرهما في القرآن الكريم.[١١]

  • التين والزيتون: جاء ذكرهما بقوله -تعالى-: (والتين والزيتون)،[١٢] وجاء ذكرهما خاصّةً عن باقي الثمر؛ لما فيهما من خصائص في الطعام والدواء تُميّزهما عن باقي الثمر،[١٣] والتين هو أحد الفواكه المشهورة،[١٤] أمّا الزيتون فيعتبر من الفواكه، كما ويُعتبر من الطعام، وله زيت توقد فيه السُرُج ليُضيء للناس.[١٥]
  • الرمان: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ)،[١٦] وقد جاء عن بعض المُفسرين كأبو بكر أنّ الزيتون والرمان يتشابهان من حيث انتشار أوراقهما، فورقهما ينتشر على كامل الغصن ويُغطّيه، وهما لا يتشابهان في الثمر والطعم، وقد قال الفراء: إنّ الرمان يتشابه مع بعضه في لونه وخلقته، ويختلف في طعمه؛ فبعضه حلو وبعضه حامض، وكذلك الزيتون يتشابه في أصل الشجرة، ويختلف في الطعم.[١٧]
  • الموز: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ)،[١٨] وقال عطاء: إنّ الطلح هو الموز،[١٩] وكذلك قال القُرطبي: إنّه شجرة الموز،[٢٠] وكذلك يرى جمهور المفسرين أنّ المقصود بالطلح الموز.[٢١]
  • السدر: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ)،[٢٢] وهو يُطلق على شجر النبق الذي لا يكون فيه شوك.[٢٣]
  • الرطب: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)،[٢٤] وهو من أنواع التمر، وقد خصّه الله -تعالى- بالذكر، والرطب هو عكس اليابس.[٢٥]

تفكّه أهل الجنة

للفاكهة في الجنّة العديد من الصفات، وقد ذكرها الله -تعالى- في عددٍ من الآيات؛ كقوله -عزّ وجلّ-: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)،[٢٦] فلها أنواع كثيرة لا تنتهي، ويأكل أهل الجنّة منها ما يشتهون،[٢٧] وما تطلبه أنفسهم، ويجدونها متى اشتهوها في أيّ وقت، وذلك بخلاف فاكهة الدُنيا التي تكون مُقيّدةً بوقت، قال -تعالى-: (وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ)،[٢٨][٢٩] كما وقال: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ)،[٣٠][٣١] وفاكهة الجنّة تكون ممّا تشتهيها الأنفس سواءً من أنواع وألوان وأشكال؛ فقد قال -عزّ وجلّ-: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).[٣٢][٣٣]


الهامش

*جريد النخل: هي أغصان شجرة النخل التي تزال عنها أوراقها.[٣٤]

*خوص النخل: هو ورق شجرة النخل ويطلق عليه الخوص.[٣٥]

المراجع

  1. أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض- السعودية: عالم الكتب، صفحة 1736، جزء 3. بتصرّف.
  2. أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، صيدا – بيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 316، جزء 13. بتصرّف.
  3. سورة الرعد، آية: 4.
  4. محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين الحسيني (1990)، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 535، جزء 7. بتصرّف.
  5. مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (1973)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، مصر: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 492، جزء 5. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 72، صحيح.
  7. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (2001)، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن (الطبعة الأولى)، الجيزة -مصر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 642، جزء 13. بتصرّف.
  8. سورة المؤمنون، آية: 19.
  9. أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي (2008)، الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه (الطبعة الأولى)، الشارقة: مجموعة بحوث الكتاب والسنة – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية -جامعة الشارقة، صفحة 4955، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن حيان أثير الدين الأندلسي (1420 هـ)، البحر المحيط في التفسير، بيروت: دار الفكر، صفحة 672، جزء 2. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر العظيم آبادي (1415 هـ)، عون المعبود شرح سنن أبي داود، ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته (الطبعة الثانية)، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة 218، جزء 13. بتصرّف.
  12. سورة التين، آية: 1.
  13. أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى، تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب ، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 174، جزء 9. بتصرّف.
  14. حسن عز الدين بن حسين بن عبد الفتاح أحمد الجمل (2003 – 2008 )، مخطوطة الجمل – معجم وتفسير لغوي لكلمات القرآن (الطبعة الأولى)، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 267، جزء 1. بتصرّف.
  15. طنطاوي جوهري المصري (1971)، الجواهر في تفسير القرآن الكريم، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 232، جزء 13. بتصرّف.
  16. سورة الأنعام، آية: 99.
  17. أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي ( 1430 هـ )، التَّفْسِيرُ البَسِيْط (الطبعة الأولى)، السعودية: عمادة البحث العلمي – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 475، جزء 8. بتصرّف.
  18. سورة الواقعة، آية: 29.
  19. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبري (1420 هـ – 2000 م)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 113، جزء 23.
  20. محمود محمد غريب (1418 هـ – 1988 م)، سورة الواقعة ومنهجها في العقائد (دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار التراث العربي ، صفحة 76، جزء 1. بتصرّف.
  21. أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن ، صَيدَا – بَيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 105، جزء 13. بتصرّف.
  22. سورة الواقعة، آية: 28.
  23. أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي (1998)، تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكلم الطيب، صفحة 422، جزء 3. بتصرّف.
  24. سورة مريم، آية: 25.
  25. إبراهيم بن إسماعيل الأبياري (1405 ه)، الموسوعة القرآنية، القاهرة: مؤسسة سجل العرب، صفحة 221، جزء 8. بتصرّف.
  26. سورة الزخرف، آية: 73.
  27. أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة ، صفحة 7، جزء 254. بتصرّف.
  28. سورة المرسلات، آية: 42.
  29. أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، صَيدَا – بَيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 22، جزء 15. بتصرّف.
  30. سورة الدخان، آية: 55.
  31. أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري، الإلبيري المعروف بابن أبي زَمَنِين (2002)، تفسير القرآن العزيز (الطبعة الأولى)، القاهرة -مصر: الفاروق الحديثة، صفحة 208، جزء 4. بتصرّف.
  32. سورة الزخرف، آية: 71.
  33. عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي (1998)، الجنة والنار (الطبعة السابعة)، الأردن : دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 229. بتصرّف.
  34. “تعريف و معنى جريد النخل”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2020. بتصرّف.
  35. “تعريف و معنى خوص”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2020. بتصرّف.