بم تسمى سورة طه
اسم سورة طه
ذكر بعض العلماء أنّ سورة طه تُسمّى بسورة الكليم؛ وذلك بسبب ورود قصة كليم الله ورسوله موسى عليه السلام، وتناول أغلب نواحيها، حيث ذكرت السورة الكريمة حياة النبيّ موسى عليه السلام، ابتداءً من ولادته وهجرته إلى مدين، وبعد ذلك عودته إلى مصر، ومواجهة عدوّ الله فرعون وسحرته، كما تضمّنت بيان انتصار موسى وإنقاذه لشعبه وهلاك فرعون وجنوده.[١]
أسباب نزول سورة طه وفضلها
ورد في أسباب نزول سورة طه أكثر من رأيٍ، فقد رأى بعض العلماء أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ومعه صحابته الكرام قد أطالوا القيام، فخرجت قريش قائلةً أنّ هذا القرآن ما نزل على محمّدٍ إلّا ليشقى فنزلت السورة، فيما رأى آخرون أنّ نزولها كان بسبب مراوحة الرسول بين قدميه حيث يُريح واحدةً ويقوم على الأخرى، في حين أنّ هناك قولٌ ثالثٌ يرى بأنّ بعض رجال قريش قالوا للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّك سوف تشقى بترك ديننا فنزلت الآيات الكريمات، حيث قال تعالى(طه*ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى)،[٢][٣] أمّا ما ذُكر في فضلها، فقد وردت العديد من الأحاديث، إلّا أنّ كثيراً منها ضعيفٌ وموضوعٌ، بيد أنّ هناك ما هو صحيحٌ وحسنٌ، ومن هذه الفضائل أنّ سورة طه من السور العِتاق؛ وذلك لأنّها اشتملت على قصص الأنبياء وأخبار الأمّم، إضافةً إلى أنّها تحتوي على اسم الله الأعظم مع كُلّاً من سورتي البقرة وآل عمران.[٤]
سورة طه ومضمونها
سورة طه مكّيّة النزول باستثناء آيتين، وهما: الآية مئة وثلاثون، والآية مئة وإحدى وثلاثين، حيث نزلتا في المدينة المنوّرة، وقد نزلت بعد سورة مريم، واحتوت السورة الكريمة في بدايتها على لفظ طه، والذي قيل في معناه يا رجل أو يا إنسان، وقال آخرون أنّه بمعنى طأها وهو أمرٌ للرسول أن يطأ الأرض، وهناك آراءٌ وأقوالٌ أخرى بأنّ لفظ طه هو حرفين كٌلّاً منهما يحمل معنىً، أو أنّه اسمٌ من أسماء الله -تعالى-، فأقسم به جلّ وعلا،[٥] واشتملت سورة طه على مقدمةٍ تتناول الحكمة من نزول القرآن، ثمّ تنتقل إلى قصّة موسى -عليه السلام- بطريقةٍ شبه شاملةٍ، إلى أن تعود بالحديث عن القرآن بما يحمل من قصصٍ وأخبارٍ، وما تلبث حتى تتناول قصّة آدم عليه السلام، أمّا خاتمتها ففيها البيان وقيام الحجّة والبرهان على المُنكرين، ودعوة الإنسان إلى اتّباع الحقّ الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.[٦]
المراجع
- ↑ إيناس نجم عبد الله (13-5-2014)، “سورة طه دراسةً وتحليلاً”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية: 1-2.
- ↑ ابن الجوزي (1422 هـ)، زاد المسير في علم التفسير (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 150، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ “هل ورد في فضل سورة “طه” حديث صحيح ؟”، islamqa.info، 2007-3-2، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 221، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوّى (1424 هـ )، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 340، جزء 7. بتصرّف.