معنى رب المشرقين ورب المغربين
معنى ربّ المشرقين وربّ المغربين
قال تعالى في سورة الرحمن: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ*وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ*فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ*فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [14-18]. يتساءل الكثير عن الفرق في المعنى بين كلمة المشرقين والمغربين وبين المشرق والمغرب، فهل هناك تفسير لذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال وبالتفصيل.
معنى ربّ المشرقين وربّ المغربين
وردت كلمة المشرق والمغربّ في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وبأكثر من صيغة ومنها:
- قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) [الرحمن:17] ويعني بذلك مشرقي الصيف والشتاء، ومغربي الصيف والشتاء، فإنّ الشمس تتحرّك في فصل الشتاء باتّجاه شمال الأرض، وفي فصل الصيف تتحرّك باتّجاه جنوبها، حيثُ يختلف مكان شروقها في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف، وكذلك لمكان غروبها؛ لذا يكون لها مشرقان، أحدهما في الصيف والآخر في الشتاء، ويكون لها مغربان ايضاً.
- قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) [الصافات: 5]، وقوله عزّ وجلّ: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ*عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) [المعارج: 40-41]، والمراد هنا هي مشارق الشمس ومغاربها باعتبار أن لها مشرق ومغربّ جديدين كل يوم من الأيام، أو المراد مشارق الكواكب، والنجوم، والشمس والقمر.
- قوله سبحانه وتعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) [المزمل: 9]، يعني جنس المشارق والمغارب، فيكون المعنى منه كل مشارق الشمس ومغاربها.
تفسيرات بعض العلماء
- تفسير ابن كثير رحمه الله: ربّ المشرقين وربّ المغربين تعني مشرقي الصيف والشتاء، مغربي الصيف والشتاء، وفي الآية: (لا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ)، وذلك باختلاف مطالع الشمس وحركتها خلال اليوم اليوم، أمّا في الآية الأخرى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا)، المراد هنا هو جنس المشارق والمغارب.
- تفسير الشنقيطي رحمه الله: في الآية: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)، المراد هنا هو جنس المشرق والمغرب، وهو صادق بكل مشرق من المشارق الشمس والتي هي ثلاثمئة وستون، ولكل مغربّ من مغاربها والتي هي كذلك، أمّ تفسير ابن جرير لنفس الآية: أي أن لله المشرق الذي تُشرق منه الشمس كل يوم، والمغربّ الذي تغربّ فيه كل يوم، وتأويلها أن لله ما بين قطري المشرق وقطري المغرب، فإذا كان الشروق كل يوم من موضع، فلا تعود لشروقها منه إلى الحول الذي بعده، وكذلك غروبها، وقوله: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)، يعني مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، ومغربهما.
- تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (ربّ المشرقين وربّ المغربين)، المراد هما مشرقا الصيف والشتاء، ففي مشرق الصيف تكون الشمس في أقصى مدار لها باتجاه الشمال، وفي مشرق الشتاء تكون في أقصى مدار لها باتجاه الجنوب.