أسباب نزول سورة الملك

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الذي فرض على المؤمنين الالتزام بكل ما نزل به، كما أنّه عز وجل جعل قراءته وحفظ آياته من العبادات التي يؤجر عليها العبد، ويتصف قارىء القرآن الكريم وحافظ آياته بخشوع القلب، والطمأنينة، والراحة، ويحبه الله عز وجل ويلقي محبته في قلوب الناس، لذلك تراه يُقبِل عليه الناس بمحبةٍ.

من الأفضل أن يعي قارىء القرآن الكريم معاني الآيات القرآنية التي يقرؤها، وذلك يساعِده على الفهم والحفظ ومعرفة الأحكام الشرعية، كما أنِّ عملية معرفته بأسباب نزول الآيات يزيد من فهمه ووعيه، ومن سور القرآن الكريم المكية سورة الملك، فما سبب نزول آيات سورة الملك؟

سورة الملك

سورة الملك من السور المكية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وقد نزلت بعد سورة الطور، وعدد آياتها 30 آية وتقع في المصحف الشريف في الموقع 67 بعد سورة التحريم.

سبب نزول سورة الملك

قوله تعالى:{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} الْآيَةَ [13]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ الذين كَانُوا يَنَالُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَبَّرَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا قَالُوا فِيهِ وَنَالُوا مِنْهُ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ لِئَلَّا يَسْمَعَ إِلَهُ مُحَمَّدٍ.

التعريف بسورة الملك

تناولت سورة الملك الحديث عن ملك الله عز وجل لكل ما في الكون، لذلك سميت بسورة الملك، وقد كان يسميها النبي صلى الله عليه وسلّم بسورة” تبارك الملك” و” تبارك الذي بيده الملك”، كما كانت تسمى كذلك بالواقية والمنجية؛ لأنها تنجي صاحبها من عذاب القبر، وقد كان ابن عباس يسميها بالمجادلة لأنها تتحدث عن قارئها عند سؤال الملكين.

تحدّثت السورة عن قدرة الله تعالى على إحياء الموتى يوم القيامة، ثم ذكَّرت العباد بقوة الله عز وجل وعذابه، كما بينت عفو الله وصفحه عمن تاب إليه، كما تحدثت عن عظيم قدرته عز وجل في خلق الكون وبناء السماوات فوق بعضها البعض طبقاتٍ بلا عماد ولا ركائز، ومن دون أية أخطاءٍ أو تداخلٍ بينها، فإن المشكك عندما ينظر إليها لا يجد فيها أي خطأ فيعود له بصره خاسئاً ذليلاً.

كما تطرّقت الآيات للحديث عن النجوم التي وجدت في السماء للإنارة، وعن الشهب التي تقذف بها الشياطين عندما تحاوِل الصعود إلى السماوات لاستراق السمع، وقد تحدّثت عن عاقبة المكذّبين الذين يجحدون بوجود يوم القيامة والبعث من القبور والحساب.