أين نزلت سورة العنكبوت

تعريف بسورة العنكبوت

سورة العنكبوت السورة التاسعة والعشرون من سور القرآن الكريم المئة والأربع عشرة سورة، وعدد آياتها تسع وستون آية قرآنيّة، وترتيبها في القرآن الكريم بعد سورة الروم، وهي سورة مكيّة إلّا الآيات الأولى فيها فهي مدنيّة، والآيات المدنيّة فيها تبدأ من الآيات الأولى حتى الآية الحادية عشرة؛ يقول تعالى في بداية السورة: “ألم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ”.

موضوعها الأساس يرتكز على “العقيدة” وأصولها الأساسيّة ألا وهي الوحدانيّة، والرسالة، والبعث، والجزاء، ومحور السورة الأساس يتحدّث عن الإيمان، والابتلاء في الدنيا والفتن التي تواجه الإنسان في حياته، وقد ذكر فيها بعض من قصص الأنبياء؛ كذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا نوح، ولوط، وشعيب صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين، وكذلك يذكر فيها قصة قوم ثمود، وعاد، وقارون، وهامان، وغيرهم عبرة لمن يعتبر.

سبب تسمية السورة وسبب نزولها

سمّيت سورة العنكبوت بهذا الاسم نسبة إلى “الحيوان العنكبوت”، والذي ضرب الله به مثلاً للأصنام والآلهة التي يعبدها الكافرون، وقد شبههم الله جلّ جلاله في هذه السورة بالعنكبوت الذي يبني بيتاً لا يقيه حرّاً ولا برداً ولا ينفعه في شيء، وكذلك الأمر بالنسبة لأصنامهم التي يعبدونها دون فائدة، وخصّ العنكبوب هنا وبيته لأنّ بيته يعتبر ضعيفاً في بنائه وحقيراً، وكذلك الأمر لأصنامهم.

فيما يتعلّق بنزول هذه السورة فإنّها نزلت بعد سورة الروم، وقبل سورة المطففين في العام الذي سبق عام الهجرة، وفي سبب نزولها فإنّ عبد الحقّ الأندلسي رأى أنّها نزلت في مسلمي مكّة، وذلك بعد أن قُتل مولى عمر بن الخطّاب “مهجع”، والذي كان أوّل من دُعي إلى الجنّة من شهداء المسلمين، بعد أن قتل في غزوة بدر.

أهمّ المواضيع والحكم في السورة

في هذه السورة يختبر الله تعالى المؤمنين ليعرف صدقهم وإيمانهم الحقيقيّ، وكذلك ليبين لهم أنّ الحسنات تذهب السيئات، كما يأمر المؤمنين بالإحسان للوالدين وبرّهما وعدم الإشراك بالله جلّ جلاله، وكذلك فإنّ السورة تبيّن أيضاً حال المنافقين الذي لا يصبرون على الجهاد في سبيل الله، وحال الكافرين الذين يحاولون أن يضلّوا غيرهم، كما فيها من قصص الأنبياء وما فيها من عبر ومواعظ للناس، كما اشتملت السورة على مجادلة الكافرين بضرب الأمثال لهم وتأنيبهم، ومجادلة أهل الكتاب أيضاً بإثبات صدق رسالة ونبوة سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، كما وتذكّر السورة عبر ومواعظ للمؤمنين لثباتهم في الفتن والبلاء، وبيان جزائهم وثوابهم في الآخرة الخالدة.