تعريف بسورة البقرة

مقدمة

جميعنا نعرف ما هي سورة البقرة، لكن في حقيقة الأمر الكثير منا يجهل خفاياها العظيمة، لذلك جعلنا هذا الموضوع لشرح سورة البقرة وتعريفها، كي نُصبح أكثر سعة وإطلاع على هذه السورة العظيمة.

سورة البقرة

هي أطول سورة في القرآن الكريم، وتُعتبر أول سورة نزلت في المدينة المنورة، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمني، وهي من السور العظيمة والتي تُعتبر ذات الثواب العظيم، عدد آياتها 286 آية، ولها الكثير من الفضل في قرآتها، وهي السورة الثانية حسب ترتيب المصحف، وتبدأ بحروف “الم”، وتم ذكر لفظ الجلالة فيها أكثر من 90 مرة، و يتخللها آية الدين، والتي تُعتبر هي أطول آية في القرآن الكريم، وتُعتبر سورة البقرة أيضاً من السور التي تُعالج الكثير من قضايا المُجتمع وتعمل على تنظيمه وتشريع القوانين الخاصة به، وهي التي يحتاجها المُسلمون في حياتهم.

سبب تسمية سورة البقرة بهذا الإسم

تم تسمية سورة البقرة بهذا الإسم وذلك إحياءاً لذكرى المُعجزة التي أبهرت العالم في زمن موسى عليه السلام”كليم الله”، حيث قُتِلَ شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا القاتل، فعرضوا في حينها الأمر على مُوسى عليه السلام، حتى يعرف القاتل، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه وأمرهم بأن يذبحوا بقرة، يقوموا بضرب الميت بجزء منها فيحيا الميت بإذن الله سبحانه وتعالى، ليُخبرهم عن القاتل، ويكون في ذلك برهاناً قوياً على قدرة الله سبحانه وتعالى، ويثبت للناس بأن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يُحيي الموتى.

بعض الآيات من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم: ” الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” صدق الله العظيم.

فضائل سورة البقرة

  • يوجد فيها أعظم آية في القرآن الكريم:تحتوي سورة البقرة على أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي، وتُعتبر من أكثر الآيات عظمة ورفعة، وتقول كلمات هذه الآية التي جاءت في سورة البقرة من القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم”اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” صدق الله العظيم.
  • تُعتبر حافظة لمن يقرأها:سورة البقرة تُعتبر بمثابة حماية ووقاية للإنسان من شر الشياطين سواء شياطين الإنس أو شياطين الجن، وكدليل على أنها حافظة للإنسان، حديث أبو هريرة رضي الله عنه، قال:” وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان”، وجاء أيضاً حديث أبي مسعود رضي الله عنه، فقال:” من قرأ بالآيتين من ‏ آخر سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏في ليلة كفتاه”، وهذا دليل على أنها تحفظ الإنسان من أي شر أيضاً.
  • تعمل على طرد الشياطين من البيت:تُعتبر سورة البقرة من السور التي تعمل على طرد الشياطين من البيوت، فعند سماع هذه السورة وصوتها في أرجاء البيت تجعل الشياطين تخاف لأن وقعها عليهم شديد، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ”، وهذا دليل على أن سورة البقرة تجعل الشياطين بعيدة عن بيتك.
  • تشفع للعبد يوم القيامة:ذكرت السنة الصحيحة أن سورة البقرة تشفع للإنسان المُسلم يوم لا ينفع مال ولا بنون، لمن يقرأها وذلك لبركتها، وأتى كدليل على ذلك حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال:”سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ”، وهذا دليل على أنها تشفع للمُسلم يوم القيامة.
  • تُعتبر آية الكرسي كمُفتاح الجنة:قراءة آية الكرسي تُعتبر بمثابة مُفتاح للجنة والمواظبة على قرآتها إنه لمن أروع الأمور، وتُعتبر قرآة آية الكرسي من الوسائل العظيمة لدخول الجنة، وجاء تأكيداً على ذلك كما ذكرت السنة النبوية أن قراءة آية الكرسي في دبر كل صلاة من الأمور التي تجعلك أقرب لدخول الجنة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت” وجاء هذا الحديث تأكيداً على أن آية الكرسي مُنجية من النار وتجعلك أقرب من الجنة.

جاءت بعد الأحاديث التي انتشرت على ألسنة العامة ويستخدمها الكثير كدليل على عظمة سورة البقرة، لكن هذه الاحاديث تُعتبر ضعيفة ولا تصح ويجب التنويه والتحذير منها، وجاء تأكيداً على أن نشر الأحاديث الضعيفة كهذه من الامور التي تجعل الإنسان أقرب من النار، أن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:” مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ”، وسيتم ذكر بعض الأحاديث الضعيفة القول لتجنبها والحذر منها، وهي:

  • الحديث الأول وهو : “آيتان هما قرآن، وهما يشفعان، و هما مما يحبهما الله، الآيتان في آخر سورة البقرة”.
  • الحديث التاني وهو: “من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة”.
  • الحديث الثالث وهو: “إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن، سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، و من قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام”.

وجب علينا التنويه، وما على الرسول إلا البلاغ المُبين، اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد، وهذه الأحاديث ضعيفة القوم يجب عليك أيها المُسلم أن تتجنبها، وأن تتجنب تداولها، كي لا تقع بالخطأ المُبين، كما أسلفنا في القول في حديث أبي هُريرة عن مصير من يتناقل الكذب أو يكذب بعمد، وفي ختام هذا الموضوع نستنتج أن هذه السورة من أعظم السورة التي نزلت على سيدنا مُحمد عليه الصلاة والسلام، ونتمنى أن تداوموا على قرآتها وسماعها لطرد الشياطين، ودُمتم بأمان الله وحفظه.