والله خير حافظا
والله خير حافظا
قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ( 64 )
وردت الآية الكريمة على لسان نبيّ الله يعقوب عليه السلام في سورة يوسف عليه السلام وهى من السور المكية وسميت باسم نبي الله يوسف عليه السلام لأنها تحكى قصته كاملة دون غيرها من سور القرآن فقول نبي الله يعقوب عليه السلام أن الله خير حافظا يرجع لإيمانه بقوة الخالق وحكمته وأنه ليس كمثله شيئا ولو أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون وقوله وهو أرحم الراحمين أى أن الله سيرحم كبر سني وضعفي وفى الآية الكريمة معاني لابد من إيضاحها ومنها إسم من أسماء الله الحسنى الحفيظ وكما ورد في القرآن )
وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا(الأعراف:180 فلابد من تدبر أسماء الله الحسنى وفهم معانيها ودعوة الله بها كما أمرنا في الآية الكريمة والحفيظ الحافظ فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم والحافظ لما خلقه وإحاطه علما وقد ورد الإسم في القرآن في آيات كثيرة ففي قوله تعالى ( وحفظناهم من كل شيطان مارد ) أي حفظ عباده من المهالك ووقايتهم مصارع السوء والضرر ويرد معنى الحفيظ بالحارس الموكل بحفظ الشيء، فالله يحفظ خلقه، ووردت في وصف غير الله في قوله تعالى ( وما أرسلناك عليهم حفيظا )
والحفيظ في الآية من يرعى حدود الله تعالى وقد ورد في سورة يوسف أيضا في قوله تعالى ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ففي الآية معنى حفيظ أي الأمين على خزائن الدولة عليم بما يديره وكيفية حفظه والمعنى المراد باسم الله الحفيظ أي من يحفظنا من المهالك ويردنا عن دروب الشر والهلاك ودعوة الله بهذا الإسم فيها شمولية كبيرة فدعوة من الله في حفظ العبد من ارتكاب الكبائر وحفظه من الانسياق وراء المعاصي وحفظ أولاده وحفظ ماله ومن أن يختلط بالحرام وحفظ صحته وبدنه فالإسم عظيم ويشمل الكثير، ومن المسلمات في الإيمان بأن الله خير حافظ لعباده مهما بلغ شأن العبد فالله هو الحافظ وإليهالأمر