متى تكون صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر

يُعرف الشفع بأنّه الزوج، وأمّا الوتر فهو الفرد، وتُسمّى الثلاثة وتر، وسُمّيت بذلك لكي لا تتشابه مع صلاة المغرب؛ فتُصلى ركعتين ثُمّ واحدة، ويجوز صلاتُها بتشهّد واحد،[١]وتُصلّى الشفع ركعتين، ويُسنّ قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، ثُمّ يسلّم المصلّي، وأمّا ركعة الوتر فيُقرأ فيها بسورة الإخلاص ثُمّ الرُكوع؛ لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- قال عبدالرحمن بن أبزى -رضي الله عنه- : (إنَّ رسولَ اللَّهِ كان يوترُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فإذا فرغَ قالَ: سُبحانَ الملِكِ القدُّوسِ)،[٢] وإذا أراد المُسلم صلاتُها مُتّصلة فإنّه لا يجلس بعد الركعة الثانية، وإنّما يجلس للتشهّد الأخير فقط الذي يكون بعد الركعة الثالثة، وتجوز صلاتها بخمس، أو سبع، أو تسع ركعات ويجوز الاقتصار على ركعةٍ واحدةٍ؛ لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).[٣][٤]

متى تكون صلاة الشفع والوتر

لصلاة الوتر وقتٌ طويل ويبدأ من بعد صلاة العشاء سواءٌ صُلّيت في وقتها أو كانت مجموعة جمع تقديم مع صلاة المغرب، ويمتدّ وقتها إلى حين أذان الفجر الثاني،[٥] وأفضل وقت تؤدّى فيه صلاة الوتر في آخر الليل لمن كان متيقّناً من قيامه لها، ومن خاف على نفسه عدم الاستتيقاظ؛ فيُصلّيها قبل النوم، ويؤكّد ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)،[٦][٧][٨] والأصل تقديم صلاة الشفع على الوتر؛ فلو أوتر شخص من غير أن يُصلّي الشفع لم يكن مُطبّقاً للسُنّة، وقد كره المذهب المالكي الوتر بركعة واحدة من غير حاجة،[٩] وأقلّ عدد ركعاتٍ للشفع ركعتين، ولا حدّ لأكثره، ويكون من بعد العشاء وقبل أن يُصلّي الوتر،[١٠] ويجوز صلاتُها بعد الوتر في حال أوتر الشخص أوّل الليل ثُمّ نام واستيقظ لقيام الليل.[١١]

فضل صلاة الوتر

تُعدّ صلاة الوتر من العبادات الجليلة التي كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُحافظ عليها ويهتمّ بها؛ فقد كان لا يتركها في سفره ولا في حضره، وقد حثّ عليها وبيّن فضلها في أحاديث كثيرة؛ كقوله: (إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها ، وهي الوِترُ)،[١٢] وقوله -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ)،[١٣] وكانت من وصاياه لأبي هُريرة -رضي الله عنه- بعدم النوم قبل أن يوتر، وقد حذّر من التهاون به أو إهماله، لذلك قال بعض أهل العلم كالحنفيّة بوجوبه، ولكنّ جُمهور الفقهاء من شافعية وحنابلة ومالكيّة على أنه سُنّة مؤكدة، وقد مدح الله -تعالى- عباده الصالحين بقوله: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)،[١٤] ويُعد قيام الليل ومنه الوتر من أفضل العبادات، لقوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا)،[١٥] وممّا يزيد من فضل صلاة الوتر شهود الله -تعالى- لها؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ).[١٦][١٧][١٨]

المراجع

  1. أبو عمر عبد الحي بن يوسف، دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 17، جزء 10. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم: 1753، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1422، صحيح.
  4. “كيفية صلاة الشفع والوتر”، www.islamweb.net، 13-5-2001، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2020. بتصرّف.
  5. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 629، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 736، صحيح.
  7. محمد بن عبد العزيز بن عبد الله المسند ( 1413 هـ)، فتاوى إسلامية (الطبعة الثانية)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 350، جزء 1. بتصرّف.
  8. محمد بن عمر بن سالم بازمول (1994)، بغية المتطوع في صلاة التطوع (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الهجرة للنشر والتوزيع، صفحة 52، جزء 1. بتصرّف.
  9. ابن دقيق العيد ، إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام، القاهرة: مطبعة السنة المحمدية، صفحة 317، جزء 1. بتصرّف.
  10. كوكب عبيد ( 1986)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء، صفحة 197. بتصرّف.
  11. محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني (1993)، نيل الأوطار (الطبعة الأولى)، مصر: دار الحديث، صفحة 57، جزء 3. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 1772، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 968، صحيح.
  14. سورة الذاريات، آية: 17.
  15. سورة الإنسان، آية: 25-26.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 755، صحيح.
  17. الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان (2009)، القنوت في الوتر (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الأثير للنشر والتوزيع، صفحة 7-9، جزء 1. بتصرّف.
  18. ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، فضائل الأعمال، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 20. بتصرّف.