فضل الدعاء في ظهر الغيب

الدعاء في ظهر الغيب

يعتبر دعاء المرء لأخيه دون علمه من أجمل معاني الأخوة في الله، وأصدق مشاعر الحب، والدعاء عموماً من أعظم العبادات التي يتوجه بها العبد لربه جلّ وعلا، وهنا لا بدّ من التنويه إلى أنّ المبادرة بهذا الفعل دون طلبه هو الأفضل مع جوازه بطلب صريح من الآخر شريطة مراعاة ألا يعتاد الإنسان طلب الدعاء من غيره ويتخلّف عن فعله بنفسه، وأن يضمن عدم اغترار الشخص المطلوب منه.

فضل ومشروعيّة الدعاء في ظهر الغيب

فضل الدعاء في ظهر الغيب

تجدر الاشارة في البداية إلى الفارق الكبير بين الدعاء لشخص ما بقصد الحصول على منفعة ما، والدعاء الخالص دون أي مصلحة، فالأول لا فضل فيه، وأما الثاني فكله خير، ويمكننا تلخيص فضله في ما يلي:

  • تطييب خاطر الطرف الآخر سواء أكان أخاً، أم صديقاً، أم جاراً، وإدخال المسرة إلى قلبه.
  • استجابة الدعاء وتوكيل الله سبحانه وتعالى ملكاً في مَن عنده فيقول للداعي: ولك بالمثل، وذلك تصديقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ) [حديث صحيح].
  • الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإحياؤها، ومن أحيا سنة محمدية فله أجر من عمل بها لا ينقص من أجره شيئاً، فالنبي كان يدعو لأصحابه وزوجاته وأمته من بعده.
  • تقوية أواصر المحبة والود بين الطرفين.
  • مبادلة الفعل نفسه من الطرف الآخر، فما من أحد يعلم أنّ فلاناً يدعو له إلا دعا له بالمثل؛ وذلك من باب ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
  • استمرار الدعاء بين الطرفين بعد وفاة أحدهما نتيحة تعودهما عليه، والدعاء أبقى للميت الذي لا يملك شيئاً وقد انقطع عمله.
  • تعويد الداعي على الإخلاص ونفع غيره بلا أجر أو عوض.
  • دليل قوي على صلاح قلب الداعي وسلامة سريرته من كل حقد، أو غل، أو حسد تجاه الطرف الآخر.
  • دليل على مكارم الأخلاق وكرم النفس.

مشروعية الدعاء في ظهر الغيب

وردت مشروعية دعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب، سواء أخصّ الشخص الداعي شخصاً واحداً أم جماعة بكاملها، وسواء أكان ذلك أمام الشخص أم في غيابه، وحكمه في الشريعة الاسلامية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، و فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبَ نفسٍ، قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، قال: (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرّت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيسرّك دعائي؟)، فقلت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة) [حديث صحيح].