حب الله لعباده

حب الله لعباده

يعتبر الفوز برضى الله سبحانه وتعالى وحبه من الغايات التي يسعى إليها كافّة العباد المؤمنين، فنراهم يلتمسون هذه المحبة ويبحثون عنها بشكلٍ مستمرّ في كافّة الأحداث التي تصادفهم في الحياة، فإذا أصابتهم ضرّاء صبروا واحتسبوا الأجر والثواب، وحمدوا ربهم على لطفه وحلمه، وإذا أصابتهم سراء فرحوا واستبشروا وحمدوا ربهم على عطائه وكرمه، ومن الجدير بالذكر أنّ حب الله لعباده هو أساس السعادة والرضى في الدنيا والآخرة، وفي هذا المقال سنعرفكم على أهمّ الأسباب المؤدية لحبّ الله، مع ذكر الدلائل على ذلك.

أسباب حب الله لعباده حسب الآية الكريمة

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة 54]، وفي هذه الآية يوضح سبحانه بعض الصفات الواجب توفرها في المؤمنين حتى يفوزوا بحبهم ورضاه، وهي تشمل ما يأتي:

  • الخوف من الله سبحانه وحده لا شريك له، وأن لا تأخذهم في قول الحق لومة لائم.
  • الجهاد في سبيل الله، ولا يقتصر ذلك على مقاتلة الكافرين فحسب، بل يتضمن أيضاً جهاد النفس على ارتكاب المعاصي.
  • التواضع مع المؤمنين، وعدم التكبر عليهم، والعزة على المشركين والكافرين، ورفض الذل والخضوع والاستكانة لهم.

أسباب حب الله لعباده حسب روح الإسلام

وبالإضافة إلى ما سبق، يتوجب على المؤمن أيضاً اتباع الأمور الآتية:

  • اتباع سنة نبي الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك من خلال العمل بأوامره، والابتعاد عن نواهيه.
  • تأدية النوافل، وهي ما يجزى فاعلها بالأجر والثواب، ولا يعاقب تاركها، ومن الأمثلة عليها: صلاة السنة، وصيام التطوّع، والاعتمار في بيت الله الحرام، وتأدية الصدقات وغيرها.
  • صلة الأرحام، وزيارة الأصدقاء، وبذل الخير والعطاء.
  • التعاون مع الآخرين على طاعة الله سبحانه.

آثار حب الله لعباده

  • اكتساب حب الناس، فعندما يحب الله عبداً يقذف محبته في قلوب الآخرين.
  • الفوز برضى الله تعالى، وبالنعيم الأبدي يوم القيامة.
  • تلبية الدعاء، واستجابته عند السؤال والطلب، فيقول الله تعالى في الحديث القدسي (وإن سألني لأعطينه)[صحيح البخاري].
  • هداية العبد إلى الخير، وإبعاده عن طريق الشر، فالله تعالى سيسمعه ويريه ويشغله بما يحب ويرضى.
  • يعيذه الله تعالى من كافة الشرور.
  • تجنيب المسلم للمعاصي، فيداه تمتدان للحلال فقط، ورجلاه تمشيان إلى الخير فقط.

هذه الفوائد قد ذكرها سيدنا محمد عليه السلام في حديثه القدسي، إذ قال (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)[صحيح البخاري].