متى يجوز قصر وجمع الصلاة

رخص الصلاة

إنّ الدين الإسلامي هو دين يُسر وليس عسر، ولذلك فقد شرع لنا الله تعالى الكثير من التسهيلات في مجال العبادة، حتّى لا يُثقل على عباده سبحانه وتعالى، ومن بين تلك التسهيلات والرخص جمع وقصر الصلاة، فمن رحمة الله تعالى عليها أن يسر لنا جمع الصلاة وقصرها في أحوال وظروفٍ معينة، وفي هذا المقال سنذكر شروط جمع وقصر الصلاة ورأي أهل العلم والفقهاء.

جمع الصلاة

هو جمع صلاتين متتاليتين في وقتٍ واحدٍ إمّا جمع تقديم أو جمع تأخير، ويُقصد بالصلاتين المتتاليتين أي صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ويكون الجمع بأن يصلى المسلم صلاة الظهر والعصر في وقت الظهر ويسمى جمع تقديم، أو يصلي صلاة الظهر والعصر في وقت العصر ويسمى جمع تأخير، وتعد جمع الصلاة رخصة من الله تعالى، فهي ليست سنة راتبة.

شروط جمع الصلاة

  • يجوز جمع الصلاة عند وجود سبب ما يمنع من أداء الصلاة في وقتها، مثل: المرض أو السفر أو المطر، فعن سعيد بن جبير قال: حدثنا ابن عباس: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاةِ في سفرةٍ سافرها، في غزوةِ تبوكَ. فجمع بين الظهرِ والعصرِ. والمغربِ والعشاءِ). قال سعيدٌ: فقلتُ لابنِ عباسٍ: ما حملَه على ذلك ؟ قال: أراد أن لا يُحْرِجَ أُمَّتَه [صحيح مسلم].
  • أن يكون السفر مباحاً لا معصية فيه.
  • أن تزيد المسافة التي سوف يقطعها المسافر على ثلاثة وثمانين كيلومتراً.
  • لا يُشترط النية قبل الجمع لعدم وجود الأدلة على ذلك.
  • أوقات الجمع في حق المسافر ثلاثة وهي من زوال الشمس إلى غروبها وقت الظهر والعصر، وأيضاً من غروب الشمس إلى طلوع الفجر وقت المغرب والعشاء، ومن طلوع الفجر إلى الشروق وقت الفجر.

قصر الصلاة

هو عبارة عن اختصار الصلاة الرباعية إلى ركعتين، أي يُصلي المصلي صلاة الظهر والعصر والعشاء ركعتين، أمّا المغرب والفجر فتُصلى كاملة بإجماع أهل العلم، فبالحديث الشريف الذي رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أول ما فُرِضَتِ الصَّلاةُ ركعتيْنِ ركعتيْنِ ، فلمَّا قدمَ المدينةَ صلَّى إلى كلِّ صَلاةٍ مِثْلَها غيرَ المغربِ ، فإنَّها وترُ النهارِ، و صلاةِ الصبحِ لطولِ قِرَاءَتِها، و كان إذا سافَرَ عادَ إلى صلاتِهِ الأُولَى) [إسناده حسن].

شروط قصر الصلاة

  • لا يجوز قصر الصلاة إلّا في السفر الطويل، بأن يزيد عن ثلاثة وثمانين كيلومتراً، وقد قيل ثمانين، حيث يجوز للمسافر أن يقصر الصلاة حتى لو قطع المسافة في ساعةٍ واحدة، وذلك لأنّه قطع مسافة القصر المشروعة.
  • أن يكون السفر مباحاً، مثل السفر في طلب الرزق، أو إذا كان السفر قربة مثل: السفر لأداء العمرة أو الحج، أو صلة الرحم أو طلب العلم.
  • للمسافر الخيار إمّا أن يقصر الصلاة أو أن يصليها كاملة، ولكن القصر أفضل لقول الرسول عليه السلام: (صدقةٌ تصدقَ اللهُ بها عليكم . فاقبلوا صدقتَه) [صحيح مسلم]، ولقوله عليه السلام: (إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه) [صحيح].
  • يجوز للمسافر قصر الصلاة إذا غادر وخرج من بيوت البلدة التي هو فيها، حيث لا تكفي فقط نية السفر، بل يجب أن يفارق بيوت المكان الذي يعيش فيه.