مظاهر اليسر في العبادات

اليسر في العبادات

اليُسر في العبادات هو روح الشريعة الإسلاميّة الساميّة، فالإسلام جاء ديناً عاماً لجميع البشر في كل عصر وكل مكان، لذا فإنَّ هذا النظام الذي يتّسم بالشموليّة والسَعة الكبيرة كان لا بُّد من أن يكون يسيراً خفيفاً على جميع الناس، فاليُسر ورفع الحرج هو أساس لشموليّة الإسلام وعموميّته، وبُنية مُهمة في رعاية الإنسان وجعله لا يتثاقل في تأدية العبادات وخاصة في بعض الظروف التي تواجهه، ومن مظاهر هذا اليُّسر ما سنذكره في هذا المقال.

بعض مظاهر اليسر في العبادات

بلغ اليُّسر في الشريعة الإسلاميّة إلى درجة التخفيف من الواجبات عند الحرج والضرورة، ومن هذه التيسيرات التي وضعها الإسلام في العبادات المختلفة:

في الصلاة

  • فالمسلم الذي لا يستطيع استعمال الماء لعدم قردته على ذلك لأسباب مانعة قد أُبيح له التيمم.
  • إذا كان مريضاً يُصلي بالكيفيّة التي يقدر عليها، فليُصلي قائماً، وإن لم يستطع فقاعداً.
  • قصر الصلاة في السفر وعند الخوف، لأن الصلاة فُرضت ركعتين ركعتين، ثم أُقرّت في السفر على هذا العدد من الركعات، وزيدت في الحضر إلى أربع.
  • رخَّص الإسلام جمع الصلوات بجمع التقديم أو جمع التأخير، في حالات عديدة لرفع المشقة.

في الصيام

صوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن هناك بعض الحالات الخاصة التي رخّصت الشريعة الإسلامية الإفطار فيها وهي:

  • في المرض والسفر: قال الله تعالى “فمن كان منكم مريضاً أوعلى سفر فعدّة من أيام أخر” سورة البقرة الآية رقم184، فالمريض والمسافر لهم الرخصة في الصوم أو الإفطار والقضاء بعد الشفاء، أو بعد الوصول من السفر.
  • رخَّص الإسلام للحامل والمرضع الإفطار في رمضان إذا خافتا على صحتهما أو على ولدهما.

في الزكاة

  • دفع الزكاة مرة واحدة في السنة، وذلك بعد أن يحول على المال حول.
  • لم تُفرض الزكاة على جميع الممتلكات، والعقارات، والأموال، وإنَّما اقتصرت على أصناف معيّنة مثل: بهيمة الأنعام، والأثمان، والزروع، وعروض التجارة.
  • يُشترط في الأصناف المفروضة فيها الزكاة بلوغ النصاب، وقد أوضحت الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة المقدار المحدد من الزكاة لكل صنف.

في الحج

  • التيسير في رمي الجمارات، فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم بداية وقت رمي جمرة العقبة، فأول وقت رمي الجمار في اليوم الحادي عشر وما بعده، ويكون الرمي بعد زوال الشمس، حيثُ يجوز أن يرمي ليلة الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر، ويرمي ليلة الثالث عشر عن اليوم الثاني عشر، أمَّا اليوم الثالث عشر فآخر وقت الرمي فيه عند غروب شمس يومه.
  • رخصة تقديم بعض أعمال التي يقوم بها الحجاج يوم العيد، فالأصلُ بها أنَّ يوم العيد يكون فيه رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، لكن مَن قدَّمَ بعض هذه الأعمال على بعض فلا حرج عليه، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: “زرت قبل أن أرمي؟” قال: “لا حرج” وقال:”حلقت قبل أن أذبح؟” فقال عليه السلام “لا حرج” وقال:”ذبحت قبل أن أرمي؟” قال:”لا حرج”. رواه البخاري