عدد ركعات التهجد

التهجّد

صلاة التهجد هي صلاة من صلوات النوافل، ومعنى التهجّد هو ترك النوم، لذلك تصلّى بعد النوم، أمّا وقتها فيبدأ من صلاة العشاء، حتّى آخر الليل (قبيل صلاة الفجر)، كما يفضّل أداؤها آخر الليل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه، ومن طمع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ”، بمعنى أنّ من خاف أن يغلبه النوم، ولا يقدر على الاستيقاظ لأداء صلاة الليل فيستطيع أن يؤدّيها أولّ الليل، أمّا من أرادَ الأجر الأكبر والثواب الأعظم، يصلّيها آخر الليل بعد نوم.

قد يختلط على المرء الأمر، فيظنّ أنّها وصلاة الليل صلاة واحدة باسمين مختلفين، نظراً لأنّ كلتاهما وقتهما الليل، لذلك سنوضّح بدايةً الفرق بينها وبين صلاة الليل، قبل البدء بالحديث عن عدد ركعاتها، ودعائها، وفضلها.

الفرق بين صلاة التهجّد وقيام الليل

صلاة الليل (أو قيام الليل) فهي كلّ صلاة تؤدّى في فترة الليل، أي أنّ صلاة المسلم في أيّ وقت من أوقات الليل هي صلاة قيام ليل، أمّا صلاة التهجّد فهي الصلاة التي تؤدّى في فترة الليل ولكن تؤدّى بعد نَوم، إذن نُلاحظ من هذين التعريفين أنّ كلّ صلاة تهجّد هي صلاة قيام ليل، أمّا العكس فليس صحيحاً، ويعتبر العلماء صلاة التهجّد أفضل القيام، وأكثره أجراً وثواباً للمسلم.

عدد ركعات ودعاء التهجّد

تؤدّى صلاة التهجّد مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، وتُختتم بركعة واحدة (الوتر)، ولا عدد محدود له فيمكن أن تكون أحد عشرَ ركعة، أو ثلاثة عشرَ ركعة.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُتبع صلاة التهجّد بدعاء: ( للهمَّ لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ _ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيُّونَ حقٌّ، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهمَّ لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت المُقَدِّمُ، وأنت المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت، أو : لا إلهَ غيرُك ). والمسلم يستطيع الدعاء بما يشاء بعد الصلاة إلا ما يدعو لإثمٍ أو شرّ.

صلاة التهجّد في جماعة

إنّ صلاة التهجّد في جماعة مشروعة، ذلك لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلّيها جماعةً في العشر الأواخر من رمضان كما ثبت من أحاديث السنة النبوية، أمّا بالنسبة لاستحباب صلاة التهجّد في جماعة، اختلف عليه العلماء، لكنّ الرأي الأرجح هو أن يعود كل شخص لنفسه، فإن كان يجد القدرة على الخشوع والإخلاص في صلاته في جماعة، كان ذلك، وإن كان يجد أنّه أكثر خشوعاً في صلاته منفرداً وحده، يكن ذلك.

فضل صلاة التهجّد

  • إنّ قراءة القرآن في الليل، وأداء الصلاة، هي أعظم حضوراً في القلب من صلاة النهار، وأعظم تأثيراً في النفس، والقلب، حيث يكون المؤمن أكثر خشوعاً وتدبراً؛ فكانت صلاة التهجّد هي أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة.
  • إنّ صلاة قيام الليل والتهجّد تحديداً هي صلاة الصالحين، تقرّب الإنسان من ربّه، وتكفّر سيئاته، وتنهاه عن الإثم والمعاصي، وتُزيل مرض الجسد.
  • المحافظون على صلاة التهجّد هم المحسنون، المستحقون لجنّات الله، ونعيمه، كما ورد في العديد من الآيات القرآنية.