كيفية صلاة المسافر
رُخص السَّفر
من سماحة الدِّين الإسلاميّ أنّه شَرَع الرُّخص؛ أي المواطن التي أجاز فيها تخفيف العبادة أو جمعها أو قصرها أو الإفطار في حال الصيام أو ترك السُّنن والنَّوافل وذلك في عِدّة مواطن منها: السَّفر، والخوف، والحرب، والمرض، والعجز، وغيرها ممّا خفّف به الإسلام على أتباعه، وأحد مواطن الرُّخص هو السَّفر أيًّا كانت الوسيلة؛ فمن رُخصه:
- قصر الصلاة الرُّباعية – صلاة الظهر والعصر والعشاء- من أربع ركعاتٍ إلى ركعتين اثنتين.
- جمع الصلاة- أي أداء كل صلاتين متتاليتين في وقت إحداهما- والجمع يكون بين الظهر والعصر في وقت أحدهما، وبين المغرب والعشاء في وقت أحدهما.
- الإفطار في شهر رمضان خلال السَّفر.
- الصلاة على الدَّابة قديمًا وحديثًا الصلاة في وسيلة النَّقل دون النزول منها.
- المسح على الخُفين وما يقوم مقامهما من الحذاء والجوارب، كذلك العمامة وغطاء الرأس ثلاثة أيامٍ مع لياليها.
- جواز ترك السُّنن الراتبة والنوافل واقتصار العبادة على الفرض فقط.
- صلاة الجمعة لا تجب على المسافر.
صلاة المسافر
الصلاة فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ومن تركها متعمدًّا فهو كافرٌ؛ فهي أساس الأمر كُلّه ودونها لا يستقيم إيمان امرئٍ، فهي تجب في الحضر والسَّفر وفي المرض والعافية وفي كل حالٍ.
وفي حال السَّفر؛ فإنّ المسلم يدخل ضِمن الرُّخص التي أباحها الإسلام تخفيفًا وتسهيلًا لأداء العبادة ودرءًا للمشقة عن النَّاس، قال صلى الله عليه وسلم:”إنّ الله يُحب أنْ تؤتى رُخصه كما يُحب أنْ تؤتى عزائمه”، لذلك شَرع للمسافر في مجال الصلاة قصر الصلاة الرُّباعية فقط إلى ركعتين اثنتين، أمّا صلاة المغرب والفجر فلا قصر فيهما، كذلك للمسلم إلى جانب قصر الصلاة هناك جمع الصلاة كما سلفنا؛ فله أنْ يصلي على سبيل المثال الظهر والعصر في وقت أحدهما ركعتين ركعتين منفصلتين بأذانين وإقامتين، وكذلك له أنْ يُصلي المغرب والعشاء في وقت أحدهما؛ فيصلي المغرب ثلاث ركعاتٍ والعشاء ركعتين بأذانين وإقامتين.
أمّا صلاة الفجر فتُصلّى في وقتها دون جمعٍ أو قصر، وسُّنة الفجر مؤكّدة لم يتركها الرسول صلى الله عليه وسلم في حِلِه أو ترحاله، وصلاة الوتر تُصلّى بعد العشاء وهي آخر ما يختم به من الصلوات في يومه وليلته.
يبدأ المسافر بقصر الصلاة بعد قطع مسافةٍ خارج حدود العمران من مكان سكناه، وقد وقع خِلافٌ بين عُلماء الأمة على تحديد المسافة التي يُقصر فيها الصلاة ولكن على الأرجح بأنّها تُقصر بعد حدود العمران بمسافة ثمانين كيلو مترًا بمقاييس الأطوال الحديثة قال الله تعالى:”وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ”.