صلاة الوتر وقيام الليل
الصلاة
قال تعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” (البقرة: 238)، من المعروف أنّ الصلاة من العبادات العظيمة التي تختصّ بالأقوال والأفعال، وهي العبادة الوحيدة التي يناجي فيها العبد ربه دون وسيط، والتي تفتتح بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، وفرض علينا الإسلام خمس صلوات وأكد عليها بعد الشهادتين، وهذا وإن دلّ يدلّ على أهميّتها ومكانتها في الدين الإسلامي، ويجب على كلّ مسلم ومسلمة بالغين، عاقلين أن يؤدوها مهما كانت الأحوال، ومن تيسير الله لنا وتسهيله علينا، فقد جعل لكلّ حالة صلاة تناسبها في الهيئة والعدد، ويوجد صلوات نوافل يتقرّب فيها العبد إلى ربه مثل: قيام الليل، والتراويح، والضحى، والاستخارة، والاستسقاء.
صلاة الوتر
الوتر سنّة من السنن التي حثّ عليها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بالقول والفعل وهي مؤكّدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي صلّى الله عليه وسلّم بثلاث لا أدعهن حتّى أموت: صوم ثلاثة أيام من كا شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر”، والحدّ الأدنى لصلاة الوتر ركعة، والأعلى لها أحدى عشرة ركعة، أو ثلاثة عشرة ركعة، تصلّى مثنى مثنى، ثمّ تتبع بركعة وتر واحدة، ومن المفضل أن تصلى بثلاث ركعات بسلامين وفي بعض الأحيان بسلام واحد، وتشهد واحد في آخرها، أمّا بالنسبة لوقتها فذكر أن وقتها، من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجرالثاني.
صلاة قيام الليل
قيام الليل أو ما يسمى بمفهوم آخر(صلاة التهجد)، من الأعمال المفضلة، والنوافل المطلقة، وهي سنة أكد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقام بفعلها وحببهم فيها، وحثهم عليها، وذكرت آيات كثيرة في القرآن حثت على قيام الليل، قال تعالى: “يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*وْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” (المزمل:1-4)، وقيام الليل أفضل من تطوع النهار، حيث إنّ فيه سريّة من الإخلاص لله تعالى وفيه مشقّة بترك النوم والراحة الجسدية، وفيه حلاوة بالحصول على مناجاة الله عز وجل، وأفضل وقت لصلاة قيام الليل ثلث الليل بعد نصفه فيقسم المصلي الليل إلى أنصاف، ثمّ يقوم في الثلث الأول من النصف الثاني، كما ينام آخر الليل، أو يقسّم الليل إلى ستّة أجزاء، ويقوم في السدس الرابع والخامس، ثمّ يختم قيامه بالوتر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً”. فالصلاة طهارة النفوس والجسد، لذلك يجب علينا الحفاظ عليها لعلها تنفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا.