أفضل وقت في يوم عرفة

أفضل وقتٍ في يوم عرفة

إنّ يوم عرفة يومٌ عظيمٌ مشهودٌ للمسلمين كافّةً، وقد أقسم الله -سبحانه- به مبيّناً فضله وعلوّ منزلته، وإنّ أفضل لحظاته على الإطلاق هي عشيّة ذلك اليوم المبارك، إذ يتنزّل الله -تعالى- إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعلوّه، يقترب من عباده وينظر في سؤالهم وحاجاتهم، ويشهد تقرّبهم وتذلّلهم إليه، ويباهي بهم ملائكته، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ).[١][٢]

يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة، يقف فيه حجّاج بيت الله على جبل عرفات، محقّقين الركن الأعظم لفريضة الحجّ، كما أخبر النبيّ -عليه السلام- عن ذلك اليوم الفضيل، ويستطيع الحجّاج الوقوف بعرفة من زوال شمس اليوم التاسع وحتى طلوع فجر يوم النحر، وقيل كذلك إنّ من وقف على جبل عرفات ولو لحظةٍ واحدةٍ بعد طلوع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة فقد أجزأه ذلك، ويكون بذلك محقّقاً أعظم ركنٍ في حجّه.[٣][٤]

فضائل يوم عرفة

إنّ ما ورد في فضائل يوم عرفة كثيراً عن النبيّ -عليه السلام-، ويُذكر من فضائل يوم عرفة ما يأتي:[٥][٦]

  • يوم إتمام الدين على النبيّ -عليه السلام-، فقد نزل فيه قول الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).[٧]
  • يومٌ أقسم به الله -تعالى- في القرآن الكريم لبيان فضله، قال -تعالى-: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)،[٨] وجاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ).[٩]
  • أفضل يومٍ عند الله سبحانه؛ وذلك لأنّه يكفّر ذنوب عباده، ويعتقهم من النار، ويباهي بهم ملائكته، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[١٠]
  • صيام يوم عرفة يكفّر عنه الذنوب، فقد ثبت عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).[١١]
  • يوم إجابة الدعاء، وتحرّيه في سائر أوقاته، وخصّ في ذلك عشيته، ولذلك فقد حرص الصحابة والتابعون والصالحون على تحرّي دعاء يوم عرفة، والبكاء فيه بين يدي الله -تعالى- رجاء أن يجيب دعوتهم، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال: (خَيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ عَرَفةَ، وخَيرُ ما قُلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).[١٢]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2458، صحيح.
  2. “عرفات وما أدراك ما عرفات”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.
  3. “الحج عرفة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.
  4. “أحكام الوقوف بعرفة”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
  5. “فضائل يوم عرفة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.
  6. “يوم عرفة .. فضائله وأعماله”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
  7. سورة المائدة، آية: 2.
  8. سورة البروج، آية: 3.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3339، حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وهو يضعف في الحديث.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  12. رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 7/ 157، حسن في الشواهد.