فوائد المحافظة على أذكار الصباح والمساء
الإنسان المؤمن الحق هو الذي يقوم بكل أمرنا الله عزّ وجلّ به من عبادات وأفعال، والتي تتنوع بين الصلاة والصيام والزكاة وغيرها الكثير من الأمور، كالتحلي بالأخلاق الحسنة وحسن التعامل مع الآخرين، فديننا الإسلامي يهتم بعلاقة العبد بخالقه جل وعلا، وعلاقة العبد مع الآخرين، فالإسلام مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بجميع أمور ومجالات حياتنا، فلا يجوز أبداً فصل الدين عن الحياة، ومن أعظم الأدلة على ذلك هو ما ورد عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من الأذكار المأثورة التي كان يذكرها في كل مناسبة وكل أمر من أمور الحياة وفي جميع الأوقات، لذا يجب أن يكون المسلم دائم الذكر لله عزّ وجلّ في جميع أوقاته وحالاته، فكما قال سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا”، فالإسلام لم يترك أمراً من أمور حياة المسلم إلا وجعل له أذكاراً خاصةً ليكون المسلم بذلك دائم الذكر لله جل وعلا، ومن الأذكار التي يجب على أي مسلم المحافظة عليها هي أذكار الصباح والمساء.
وأذكار الصباح والمساء هي الأذكار المخصصة التي يذكرها المسلم يومياً عند طلوع الشمس، أي بعد صلاة الفجر، وعند مغيب الشمس أي بعد صلاة المغرب، وقد وعد الله المسلم الذاكر له بجزيل الأجر والثواب، فقد حثنا جل وعلا على ذكره دائماً كما جاء في قوله سبحانه : “فَاذْكُرُونِي أَذْكُـرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ”، فقد كان رسولنا الكريم دائم الذكر والإستغفار مع أنه نبي وقد غُفر له ذنبه، الأمر الذي يجعلنا نحن المسلمين الخطائين أن نضاعف استغفارنا وذكرنا لله تعالى، وقد توعد عزّ وجلّ الغافلين عن ذكره بضنك العيش في قوله : “ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”، وقد شبه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الغافل عن ذكر الله بالميت في قوله: “مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه؛ مثل الحي و الميت”.
فوائد المحافظة على أذكار الصباح والمساء
المسلم الذي يداوم على أذكار الصباح والمساء تتحقق الكثير من الفوائد والقيم في حياته، والتي هي كالتالي:
- كسر شوكة الشيطان وقمعه وإخراجه من حياة المسلم.
- كسب رضا الله عزّ وجلّ.
- إبعاد الهم والحزن عن القلب، وجلب الراحة والسرور له.
- جعل القلب والجسم أقوى.
- ذكر الله عزّ وجلّ ينير القلب والعقل والوجه.
- جلب الرزق وطرح البركة فيه.
- يستشعر المسلم مراقبة الله عزّ وجلّ له في جميع الأوقات، الأمر الذي يوصله إلى مرحلة الإحسان، أي أن يعبد الله كأنه يراه.
- القرب من الله عزّ وجلّ، فالمسلم الدائم الذكر لله عزّ وجلّ يكون أكثر قرباً منه، كما جاء في الحديث القدسي: “فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.