حكم الجنابة
حكم الجنابة
الجنابة هي الحال التي يكون عليها المرء بعد خروج المنيّ منه دفقاً بلذّةٍ، ويلزم الجنب الاغتسال، وذلك امتثالاً لقوله الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)،[١][٢][٣] وبيان مسائل وأحكام الجنابة فيما يأتي:
حالات الجنابة المُوجبة للغسل
الحالات الموجبة للغسل ولها تعلّق بالجنابة:
- يجب الغسل بحال خروج المنيّ دفقاً بلذّةٍ في اليقظة،[٢] وينطبق هذا الحكم بحال حصول الجِماع أو عدم حصوله؛ فالعبرة بخروج المنيّ دفقاً بلذّةٍ.[٤]
- يجب الغُسل إذا حصل الجِماع، ويُقصد به: إيلاج ذكره في فرج زوجته، ويلزمه الغسل حتى لو لم يتمّ شهوته بالإنزال،[٥][٦] وهذا يعني أنّ الغسل لا يتوقّف وجوبه على نزول المَنيّ، بل يتوجّب على الزوجين الغسل من الجنابة الحاصلة بمجرّد غياب الحَشَفة في فَرج المرأة،[٤] وفي هذا يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (إنما الماءُ من الماءِ)،[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ الماء يخرج من الرجل دفقاً، خلافاً للماء الخارج من المرأة؛ فإنّه يخرج بغير دفقٍ، وكلاهما مصحوبٌ بلذّةٍ، ومعقوبٌ بفتورٍ يحدث في جسميهما، ولماء الرجل والمرأة رائحةٌ متشابهةٌ.[٥]
- يجب الغُسل في حال خروج المنيّ أثناء النوم مطلقاً، بمعنى استذكر حصول اللذة أو لم يذكرها.[٢]
أهمية الغُسل من الجنابة
لا شكّ أنّ الفطرة السليمة والعقل الصحيح يُقرّان بأهمية الغسل وحسنه، فالغسل يبعث النّشاط والقوّة من جديد في الجسم بعد أنْ سُلبت منه بخروج المنيّ، كما أنّ الاغتسال له قدرةٌ على إعانة الجسم في استعادة طاقته وحيويته، وذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أنّ الاغتسال بعد خروج المنيّ فيه نفعٌ كبيرٌ للجسم والقلب والرّوح، وهذا أمرٌ محسوسٌ، خاصّة أنّ الجنابة تورث كسلاً في الجسم وثقلاً فيه، فيأتي الغسل يُحدث خفّة الجسم، فكأنّما ألقى عن كاهله حملاً ثقيلاً، والغسل من الجنابة يندرج في مدارج المصالح الشرعيّة التي تُلحق بالضروريات للأبدان والقلوب، ذلك أنّ بقاء الجنابة بُعدٌ في الرّوح والقلب، وقد أكّد كثير من الأطباء الثقات أنّ الغسل بعد الجِماع يُعيد إلى البدن قوته، ويُعوّض الجسم ما فقده من القوّة، وترك الغسل بعد تحقّق موجباته مضرٌّ.[٨]
المراجع
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ^ أ ب ت محمد المنجد (12-4-2001)، “إذا خرج المنيّ حال اليقظة بسبب المرض فلا يجب الغسل”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “ما معنى الجنابة ومتى يغتسل الرجل منها؟”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد المنجد (13-9-2005)، “يجب الغسل من الجماع وإن لم يحصل إنزال”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد المنجد (2-7-2011)، “ما هي الجنابة التي توجب الغسل؟”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ د. عبد الله الفريح (11-6-2015)، “موجبات الغسل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 343، صحيح.
- ↑ محمد المنجد (30-12-2014)، “ما الحكمة من أحكام الجنب في الإسلام؟”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.