حكم الدف للرجال

حكم الدف للرجال

تجاذب أهل العلم في مسألة حكم الدّف للرجال بين قائلٍ بالجواز بضوابطٍ وشروطٍ محدّدةٍ، وبين مانعٍ لها بحقّ الرجال مطلقاً، وبيان الرأيين في المسألة على النحو الآتي:

القائلون بالجواز وأدلتهم

أجاز كثير من أهل الفقه الضرب على الطبل لجميع الناس للجهاد ونحوه، وأنّ حكم الجواز فيه غير مقتصرٍ على النساء، واستندوا في ذلك إلى ما كان معروفاً عند السلف الصالح حيث كانوا يستخدمون هذه الوسيلة من غير إنكارٍ،[١] وصفة الطبل الذي أجازه أهل العلم أن يكون له وجهان، وهو يُستعمل عادةً للحرب أو للإعلام بقدوم القوافل الكبيرة، ويلحق به طبول الأطفال التي يُلهون بها في الأعياد، وغيرها من الاستخدامات التي ليس لها تعلُّقٌ باللهو أو الغناء، أمّا وجه الجواز في هذه الأنواع فهو من باب إلحاقها بالدفوف، ولأنّ الطرب فيها منتفنٍ، أمّا الطبل الذي يُستعمل للهو والغناء فيدخل في حكم تحريم المعازف.[٢]

القائلون بالحُرمة وأدلتهم

ذهبت طائفةٌ من أهل العلم إلى حُرمة استعمال الدّف للرجال، ويجري هذا الحكم على الأعراس والأفراح وغيرها من المناسبات، وأنّه لا يجوز ضرب الدف إلّا للنساء، أمّا الرجال فقد شرع الله -تعالى- لهم التدرّب على آلات الحرب، مثل: الرمي وركوب الخيل وأشباه ذلك، وضرب الدّف من الرجال وقوعٌ في التشبّه بالنّساء، والتشبّه بالنساء من الكبائر، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يُشرع لأمّته الاجتماع على اللهو والضرب بالدّف، ولكنّ الرخصة في اللهو جاءت خاصّةً بالنّساء في مناسبات الأفراح كالأعراس والولادة والخِتان، ولم يُعرف عن أحدٍ من أصحاب النبيّ -رضي الله عنهم- أنّه كان يضرب بدفٍّ أو يصفّق بكفٍّ، بل جاء عن السلف الصالح -رحمهم الله- أنّهم كانوا يعدّون من يفعل ذلك من المخانيث.[٣]

المراجع

  1. نوح القضاة (30-7-2012)، “حكم الغناء والموسيقى”، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.
  2. لجنة الإفتاء (12-9-2012)، “حكم الطبل المستعمل للهو والغناء”، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.
  3. محمد المنجد (8-10-2002)، “متى يجوز ضرب الدف؟”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.