حكم الاحتلام

حكم الاحتلام

خلق الله -تعالى- الإنسان وأودع فيه الشهوة، ثمّ أمره أن يصرفها في السبيل الشرعيّ لها؛ أي الزواج، كما جعل لإخراجها سبيلاً آخر هو الاحتلام، فالاحتلام يعدّ سبباً من أسباب تصريف القوة الجنسية لدى الجنسين، وليس للإنسان يداً أو دوراً فيه، بل هو يحصل بمقتضى الطبيعة البشرية، لذلك لا يُؤاخذ الإنسان عليه، بدليل أنّ النائم ممّن رفع عنهم القلم؛ لأنّه لا يعقل شيئاً ممّا يفعل، والاحتلام إنّما يحصل مع الإنسان أثناء نومه، كما أنّ الله -تعالى- جعل الاحتلام علامةً من علامات البلوغ، ولو كان الاحتلام أمراً محرّماً لما جعله كذلك، يظهر من ذلك أنّ الاحتلام أمراً طبيعياً ولا يُؤاخذ الإنسان به.[١]

حكم الاحتلام أثناء الصيام

إنّ الاحتلام أثناء الصيام وفي نهار رمضان لا يبطل الصيام، فللصائم بعده أن يغتسل، ويكمل صيامه، ولا بأس إن أخّر الاغتسال لعذرٍ، على ألّا يُخرج الصلاة عن وقتها بذلك، وقد أجمع العلماء على عدم فساد الصيام بالاحتلام، فهو أمرٌ لا علاقة للإنسان فيه، وكذلك الاستحمام والاغتسال، لأنّه طهارةٌ أمر الله -تعالى- عباده بها، وفرضها عليهم.[٢]

حكم الاغتسال من الاحتلام

إذا احتلم الإنسان فوجد منياً عند استيقاظه وجب عليه الغسل بإجماع العلماء، وكذلك لو رأى المني دون أن يتذكر احتلاماً أثناء نومه، أمّا إذا احتلم ولم يجد منياً؛ فقد ذهب أئمة المذاهب الأربعة إلى عدم وجوب الغسل عليه حينها، فإن رأى بللاً لكنّه شكّ في كونه منياً أو مذياً؛ فلا غُسل عليه أيضاً في قول كثيرٍ من أهل العلم، وتكون صفة اغتسال المحتلم الكاملة بأن يغسل فرجه وما تلوث به، ثمّ يتوضأ وضوءاً كاملاً ويحثو على رأسه ثلاث حثواتٍ من الماء، حتى يتأكد من وصوله إلى أصول شعره، ثمّ يفيض الماء على شقه الأيمن فيغسله به، ويكرر ذلك على شقّه الأيسر.[٣][٤]

المراجع

  1. “الاحتلام أمر طبيعي لا يؤاخذ عليه الإنسان”، www.islamqa.info، 2002-9-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-27. بتصرّف.
  2. “الاحتلام في الصيام”، www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-27. بتصرّف.
  3. “المطلب الثَّالث: الاحتلام”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-27. بتصرّف.
  4. “كيفية التطهر بعد الإحتلام؟”، www.ar.islamway.net، 2010-7-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-27. بتصرّف.