متى يصبح الإجهاض حرام
رأي من قالوا بحرمة الإجهاض في جميع مراحله
أفتى عدد من علماء الأمة بحرمة الإجهاض في جميع مراحله، فالنطفة التي يخلقها الله في رحم الأم هي أولُّ مراحل الوجود كما قال الإمام الغزالي، وأنّ الاعتداء على هذه النطفة يُعتَبر جنايةً، وإن لم يبث الله فيها الروح، فإذا أصبحت تلك النطفة مُضغةً وعلقة كان الاعتداء عليها جنايةً أكبر، وقد ذهب إلى تحريم الإجهاض علماء المالكية، وقول عند الحنفية، واختاره بعض العلماء الحنابلة، وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ مرتكبَ عملية الإجهاض في حق الجنين تجب في حقه كفارة القتل، وأنّ حرمة هذا العمل تتفاوت بتفاوت مراحل تطور الجنين في رحم أمه، فكلّما تقدمَ عمرُ الجنين كان الإثم المترتب على إجهاضه أكبرَ.[١]
رأي من أفتى بإباحة الإجهاض قبل الأربعين
قد ذهب عدد من علماء الحنفية، والشافعية، والحنابلة إلى القول بإباحة الإجهاض قبل أن يتخلّقَ الجنين، وقبل أن تبثَ فيه الروح، فذكر الرمليّ تحريم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه، وإباحة إجهاضه قبل ذلك،أمّا المالكية فقد ذهبوا لعدم جوازه مطلقاً، قبل وبعد التخلّق، أمّا إذا نفخت الروح في الجنين فيحرم إجهاضه بإجماع علماء الأمة.[٢]
إجهاض الجنين في حال تشوهه أو تحقق ضرر على الأم
قد أفتى علماء الأمة بجواز أن تسقِطَ المرأة جنينها قبل أن يبلغَ أربعة أشهر إذا بيّن الأطباء حصول تشوّهٍ له، واستنفذت الوسائل لإصلاح ذلك، أمّا إذا بلغ أربعة أشهر فلا يجوز إجهاضه، حتى لو قال الأطباء بوجود تشوه فيه، ذلك أنّ قولَ الأطباء مبنيٌّ على الظنّ، والأصل في المسلم أن يؤمنَ بأنّ الله قد يصلح بمشيئته، وقدرته حالَ الجنين، فيخرج سليماً معافىً، أمّا إذا تحقّق وقوع الضرر على الأم من جراء حملها فيجوز لها إسقاط جنينها قبل الاكتمال، مثلما أجازت لجنة الإفتاء الدائمة إسقاط جنين في الشهر الخامس كان سيعرض حياة الأم للخطر.[٣]
المراجع
- ↑ “فتوى رقم 287 / حكم إجهاض جنين عمره دون الأربعين”، الموقع الرسمي لدائرة الافتاء الأردنية ، 2009-8-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-25. بتصرّف.
- ↑ “حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين لئلا يتوالى الحمل”، الإسلام سؤال وجواب ، 2008-3-28، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-25. بتصرّف.
- ↑ “حكم إسقاط الجنين المشوه “، الإسلام سؤال وجواب ، 2004-3-26، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-25. بتصرّف.