حرمت عليكم الميتة
المحرمات من البهائم
حرم الله على عباده بعض الأطعمة لعلل مختلفة منها أنها تتسبب بإلحاق الضرر بصحّة الإنسان، وقد بين الله ذلك في قوله: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) [المائدة: 3]، وقد جعل الله الفعل مبنياً للمجهول، وكأن هناك مشاركة في التحريم؛ حيث إن الله عزّ وجل حرم وأنت قبلت ذلك؛ فالقضية مبنية على قناعة بعظيم الضرر الذي تسبّبه هذه الأشياء التي حرمها الله، وفي هذا المقال سنعرفكم على هذه المحرمات.
الميتة
حرم الله عزّ وجل أكل الميتة؛ وهي التي ماتت بغير ذكاة شرعية؛ وقد استثى الله منهما ميتتان هما: الجراد والسمك وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أُحِلَّت لنا ميتتانِ ودمانِ فأما الميتتانِ فالحوتُ والجرادُ وأما الدمانِ فالكبدُ والطحالُ) [مسند أحمد].
الدم
جاء حكم التحريم في هذه الآية مطلقاً، ولكن الله عزّ وجل قيده في آية أخرى، قال تعالى: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً) [الأنعام: 145]، حيث إن الدم المحرم هو الدم المسفوح كما بينت الآية، والمراد بالدم المسفوح هو الدم الذي يخرج من الذبيحة وقت ذبحها وهو الدم الذي يشخب من أوداجها، أمّا فيما يتعلّق بالدم المتبقي في العروق واللحم، فلا بأس في أكله مع اللحم.
لحم الخزير
حرم الله أكل لحم الخنزير لما فيه من أضرار بالغة، ولما يتصف به من هذا الحيوان القذارة والدناءة، حيث إن أكله قد يتسبّب في حدوث بعض الأمراض الخطيرة، حيث إن الله عزّ وجل لا يحرم على عبادة إلا ما فيه مضرّة لهم.
ما أهلّ لغير الله
المقصود بما أهلّ لغير الله هو ما ذبح تقرباً للأصنام أو لسائر المعبودات، بالإضافة إلى ما ذُبح وسُمّي عليه غير اسم الله عزّ وجل؛ وهذا يشمل نوعين: وما يتم التقرب به لغير الله عزّ وجل حتى لو ذكر عليه اسم الله فهو حرام، وكذلك ما ذبح للأكل ولكن سُمّي عليه بغير اسم الله عند الذبح، والمقصود بالإهلال هو رفع الصوت بغير اسم الله.
المنخنقة
تعتبر هذه الحال تفصيل للميتة التي ذكرها الله عزّ وجل في أول الآية، والمقصود بالمنخنقة هي ما حبس نفسها باستخدام حبل أو بغير ذلك مما تسبّب في موتها خنقاً.
الموقوذة
حرم الله عزّ وجل أكل الموقوذة؛ وهي البهيمة التي ضربت بشيء ثقيل، وماتت بسبب الضربة، فمحرم أكلها حتى لو خرج منها الدم، وذلك لأن الثقل لا يجرجها، وأنما يقتلها بقله ويرضها فتموت بسبب الثقل.
المتردية
المقصود بالمتردية البهيمة التي تسقط من مكان مرتفع كالجبل أو الجدار أو سقطت في حفرة أو بئر وماتت بسبب ذلك، وقد حرم الله أكلها.
النطيحة
المقصود بها البهيمة التي تناطحت مع أخرى كتناطح البقر مع بعضه أو تناطح الغنم، فإذا ماتت بسبب النطحة فمحرمٌ أكلها.
ما أكل السبع
حرم الله عزّ وجل الأكل مما أكل السبع؛ والسبع هو الذي يفرس بنابه سواء من الذئاب والأسود وغيرها، من الحيوانات المفترسة التي تفترس بأنيابها أو مخالبها، فإذا أصاب الحيوان مات بسبب الإصابة فإنه يكون ميتة لا تؤكل.
إلا ما ذكيتم
قد استثى الله عزّ وجل من المنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة وما أكل السبع ما أدركه الإنسان حياً من هذه الأشياء وفيها حياة مستقرة، فإنّه حلال ذبحها وأكلها؛ لأنّها توفرت فيها شروط الإباحة وهي الذكاة الشرعية، أمّا ما أدركها الإنسان وليس فيها حياة مستقرة فلا يحلّ ذبحها وأكلها كما قال جمهور العلماء؛ لأنّهم اعتبروها بحكم الميتة.
ما ذبح على النصب
النصب هي عبارة عن الأحجار التي كان يعظمها أهل الجاهلية ويلطخونها بدم الذبائح، تعظيماً لها وتقرباً منها، وهي ممّا لا يحلّ أكله.