ما هي كفارة الحلف

الكفّارة

الكفّارة، وتعني: السّتر، وسمّيت بذلك لأنّها تكفّر الذنوب والخطايا أي تسترها، أمّا اصطلاحاً فهي العمل الصالح الذي يمحو أثر الذنب عن فاعله، وتكون بمثابة قُربة لله تعالى وعبادة، فتأتي على عدّة صور منها الصيام والإطعام، وسنعرض في هذا المقال أنواع الكفّارات، وكفّارة الحلف تحديداً.

أنواع الكفارات

هناك خمسة أنواع من الكفّارات، وهي كما يأتي:

  • كفارة القتل الخطأ: وتكون بعتق رقبة مؤمنة، وهي غير موجودة في وقتنا الحالي، وبهذا تكون بصوم شهرين متتابعين، أي دون الإفطار بينهما أبداً.
  • كفارة الجماع في نهار شهر رمضان متعمداً من غير عذر: وكفّارتها عتق رقبة، فإن لم يستطع صوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
  • كفارة الظهار: والظهار هو قول الرجل لزوجته: أنتِ عليّ كظهر أمّي، وكفّارتها عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، فإذا كفّر حلّت له زوجته.
  • كفارة اليمين: وهي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإذا لم يجد يصومُ ثلاثة أيام متتابعة على الوجه الذي سنبيّنه في هذا المقال.
  • كفارة جزاء الصيد: وتكون بأن يكفِّر عن إثمه بالصيد: بمثله، أو يقوِّمه بمال، أو صيام.

كفارة اليمين أو الحلف

بيّن الله تعالى كفارة اليمين في سورة المائدة، بقوله: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وبحسب ما ذكرت الآية الكريمة، فإنّ الإنسان الذي يحلف بفعل شيء أو عدم فعله وينقض ما حلف، يخيّر بفعل واحدة من هذه الخيارات الثلاثة:

  • إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله، بحيث يعطي كل مسكين نصف صاع من غالب طعام بلده، والصاع هو ما يُقارب ثلاثة كيلوغرامات، كالأرز أو القمح أو غيره، وإذا كان يعتاد أكل الطبيخ من يخني أو دجاج أو لحم مع الأرز، فينبغي أن يُطعمهم مع الأرز ما يأكله وأهله، ويجوز أيضاً أن يجمع عشرة مساكين ويغدّيهم أو يعشّيهم.
  • كسوة عشرة مساكين، ومن شروطها أن تكون صالحة للصلاة، فتكون للرجل رداء أو ثوباً، وللمرأة ثوباً فضفاضاً وخماراً.
  • تحرير رقبة مؤمنة، وهذه كانت ممكنة قديماً، أمّا في وقتنا الحالي فلا يوجد عبيد.
  • إذا لم يجد الشخص شيئاً من الخيارات الثلاثة السابقة، فبإمكانه صيام ثلاثة أيام متتابعة لا يُفطر بينها أبداً.
  • لا يجوز إخراج قيمة الطعام أو الكسوة من النقود، ذلك لأنّ الله سبحانه حدّد طُرقَ الكفّارة على سبيل الحصر، ولو جاز استبدال شيء بالقيمة لذكرها.