أهمية الصدقة

الصدقة

مساعدة الناس بعضهم البعض لا تقف عند حدّ، ولا تقتصر على وسيلة واحدة، ولعلَّ أبرز الطرق التي يمكن للإنسان الغني مساعدة الفقير المحتاج بها هي الصدقة، إذ يجود الغني صاحب المال على الفقير بمبلغ نقديّ أو أيّ شيء آخر يُساعد هذا المحتاج على سدّ احتياجاته، والصدقة لا تكون فقط من الغنيّ للفقير، وإنّما قد تكون من الفقير للفقير، وهو ما يسمّى بالإيثار، أيّ أن تفضّل الآخر على نفسك في الأعطيات، وكل هذه الأعمال سواء الصدقات أم الزكوات أم الإيثار لها أجور عظيمة جدّاً عند الله تعالى، لأنّها تظهر حجم التعاون الذي يوجد بين البشر أنفسهم.

يعطي الله للمتصدق أجران؛ أجرٌ في الدنيا، وأجر في الآخرة، فمن منع الله تعالى عنه أجر الدنيا، أعطاه إياه في الآخرة مضافعاً، فالصدقة لم تكن يوماً ما نقصاناً في المال بل على العكس هي زيادة حقيقية ونماء. الأهم من هذا أن المُتصدِّق يكون وجيهاً عند الله تعالى ومُقرَّباً منه في الدنيا والآخرة.

أهميّة الصدقة

للصدقة أهمية لا تعادلها أهميّة على كافّة المستويات، وفيما يلي بعض النقاط الهامّة التي تبرز، وتبين أهميّة الصدقة والتصدّق بين الناس.

  • الصدقة كما ذُكر سابقاً تقرّب الإنسان من ربه ومولاه وخالقه، فالمتصدق له مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة وحتّى بين الناس، ومن هنا فإنّ الإنسان كثير الإنفاق والتبرّع يتمتّع بطاقة روحانيّة عجيبة، فليس هناك أجمل من أن يهب الإنسان لغيره ما هو بحاجة ماسّة إليه.
  • الصدقة تساعد الفقراء على تخطّي أزماتهم الماليّة التي يمرون بها، إذ إنّ المبالغ المالية التي تدفع للمستحقين تساعدهم على الاستمرار في الحياة ومجابهة تحديّاتها التي تكون قاسية على هذه الفئة من الناس في الكثير من الأحيان والأوقات.
  • الصدقة تظهر مقدار الحب والتعاون المنتشر في مجتمع من المجتمعات، فالمناطق التي تكثر الصدقات فيها يكون مقدار المحبّة فيها أكثر، وتنتشر فيها قيم التعاون والأخلاق الحميدة أيضاً بشكل أكبر.
  • الصدقات قد تساعد الدول محدودة الموارد على تلبية اجتياجات المواطنين، إلا أنّها لا تحلّ محلّها، فالحكومة التي تعتمد على الأعمال الخيريّة التي يقوم المواطنون بها هي حكومة فاشلة غير قادرة على تصريف أمورها وإدارة شؤونها المختلفة.
  • تعتبر الصدقة واحدة من ركائز الاستقرار والأمن في المجتعات، فكلما سدت احتياجات الفقراء في منطقة معيّنة من المناطق كلما أسهم ذلك في التقليل من الأمراض المجتمعيّة المختلفة كالبطالة، وهدر الطاقات، وانتشار الممنوعات والرذائل، وشيوع الجرائم، فالفقر هو أساس كل علّة تصيب مجتمعاً من المجتمعات المختلفة.
  • الصدقة قد تكون شفاءً للمرضى، ذلك أن الله تعالى يبارك في صحة الإنسان المتصدِّق وعافيته وذلك مصداقاً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (داووا مرضاكم بالصدقة)، إلا أن هذا لا يعني أن يتكل الإنسان على الصدقات في حال المرض، إذ يجب أن يخضع المريض للعلاج الطبي. من جهة أخرى فإن المتأمل لهذا الحديث النبوي الشريف يجد أنه يحمل بين حروفه معنىً آخر لا يقل عُمقاً عن أيٍّ من المعاني السابقة، فالصدقة تداوي أمراض القلوب من الكِبر والجبروت الزائف والعجرفة البشرية، حيث يشعر المُتصدِّق بحاجته الماسة إلى الله تعالى؛ فهو مستعدٌّ أن يضحِّي بأغلى ما يملك وهو المال مقابل إرضاء ملك الملوك.