أين يقع مسجد قباء
مسجد قباء
يعتبر مسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون في الإسلام، وهو مسجد بني في المدينة المنورة، وهو أول بيت وضع للناس. اهتم المسلمون في بناء المسجد في العصور الماضية على يد عثمان بن غفان، وعمر بن عبدالعزيز ثم تتابع الخلفاء في توسيعه وجديد بنائه.
موقع مسجد قباء
يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة رسول الله المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي مسافة تقترب من ثلاثة كيلو مترات ونصف الكيلو متر، أمّا إن أراد الإنسان المشي من المسجد النبوي إلى مسجد قباء وبسرعة معتدلة، فقد تستغرق معه الرحلة ما يقارب النصف ساعة من الزمان.
تسمية مسجد قباء
سمّي هذا المسجد بهذا الاسم، نسبة إلى قبا، وقبا هو ذلك البئر الذي يتواجد في القرية التي بني فيها هذا المسجد، وقبا أيضاً هي المساكن التي يقيم فيها بنو عمرو بن عوف وهو اسم القرية ومن هنا جاءت التسمية. تعتبر قباء إحدى ضواحي المدينة المنورة الهامة والتي تقع على طريق الهجرة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث أنه اتجه إليها وكان أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – مهاجراً معه إليها، ولمّا اقتربا من المدينة المنورة كان بعض الأنصار يتجمهرون بظاهر الحرة في المدينة المنورة، مستقبلين له وللصديق صاحبه، فأقام عندهم رسول الله الأعظم – صلى الله عليه وسلم – أربعة أيام وأقام عند شيخهم كلثوم بن هدم، حيث قام خلال أيام إقامته بتأسيس مسجد قباء الطاهر.
تاريخ مسجد قباء
خضع مسجد قباء للعديد من التحسينات كان أولها في عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه -، واستمرت هذه التحسينات على امتداد التاريخ. كان بنو عمرو بن عوف محسودين من قبل بنو غنم بن عوف لأن الرسول الأعظم كان يأتي إليهم باستمرار ويصلي فيهم في هذا المسجد الخيِّر، فأراد بنو غنم بناء مسجد أسوة ببني عمرو، فبنوا مسجد الضرار وأرادوا أن يكون لهم الفضل أيضاً وأرادوا أن يمتازوا على بني عمرو بصلاة أبي عامر الراهب فيه، وأبو عامر الراهب هو ذلك الشخص الذي فرّ إلى الشام حتّى يأتي رسول الله وصحبه الكرام بجيش جرار فيخرجه من المدينة المنورة، وعندما هم الرسول بالذهاب إلى هذا المسجد والصلاة فيه أنزل الله تعالى عليه: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 107] لمّا وعي رسول الله بحقيقة هذا المسجد وأنّه مسجد لم يقم لطاعة الله تعالى بل كان للمنافقين دور في بنائه، أمر الرسول بهدمه، وأن تصبح أرضه مكاناً لرمي القمامة والجيف.