ما معنى بيت الله الحرام

بيتُ الله الحرام

يُقصدُ بالبلدِ الحَرامِ مكَّةَ المُكرَّمةَ، وبالبيتِ الحرامِ الكَعْبَة المشرَّفة كما جاءَ في قوله تعالى: (جعلَ اللهُ الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناس) {المائدة:97}، فهي بيتُ العبادة والتَّوحيدِ، وهي أفضَلُ البِقاعِ على الإطلاق، خصّها اللهُ سُبْحانَهُ بالفَضائِلِ والمَزايا كما يُحرَمُ فيها انتِهاكُ المَحْظوراتِ والمُحَرَّماتِ عامَّةً. سنوضِّحُ بعضَ الأحكام الخاصَّةِ المُتَعَلِّقَةِ بمَكَّةَ المُكرَّمَةِ دونَ غَيْرِها من الأَماكِنِ ويَسْتوي في ذلك مكَّة وسائر الحَرَمِ، والحرمان في الإسلام: مكةُ المُكرَّمة والمدينةُ المُنَوَّرة.

لَمَّا كان الحَجُّ والعُمرةُ من أعظم الأعمال وأفضلها فقد كان المكانُ الذي يجمع النَّاسِ للحجِّ والعمرةِ هو بيتِ الله الحرامِ؛ حيثُ يجتمعونَ مُلَبِّين وعاكفين وقد جاؤوا من مختلف أقطار الأرض وهم يتعارفون رغم اختلاف لغاتِهم وألوانِهم وأشكالِهم، وكم في ذلك من مصالِح عظيمة قد نُدْرِكُ بعضَها ونَغْفلُ عن بعضها.

فضائلُ الحَرم المَكِّي

إنَّ أعظَمَ فَضْلٍ للحرم المَكِّيِّ تواجُدُ بيت الله الحرامِ فيه، ويزيدُ ذلكَ الفَضْلُ بدَعْوةِ سيِّدنا إبراهيم لأَهله حين كان يَرْفَعُ القَواعدَ وأساساتِ الكَعْبة المُشرَّّفةِ مع ابنِهِ اسماعيلَ -عليه السَّلام- إذ دعا لهم بأنْ يُغْدِقَ اللهُ عليهِمُ الخَيْراتِ ويُضاعفَ لهُمُ الرِّزْقَ والبركاتِ من شَتَّى الثِّمارِ، ثُم إنَّ الوعد َالربَّانيَّ بالأمنِ قد حَفَّ مكَّة وحَرَمها فلا يدخُلُهُ الدجّال.

أحكامُ الحَرَمِ المَكِّي في الإسلام

  • يُحرَمُ الصَّيد في حدود الحرم المَكِّي على جميعِ النَّاسِ حتى سُكَّان الحرم.
  • يُمنَعُ دخولُ غيرِ المُسْلمينَ سواءً كانوا مُقيمين أم عابرين.
  • لا يَحِلُّ أخذُ اللُّقَطَةِ من الطَّريقِ بِهَدَفِ التَّملُّكِ، إنَّما تَحِلُّ لمَنْ يطْلُبُ صاحِبَها ويَنْشُدُهُ.
  • تشديدُ العِقِابِ فيه خاصَّةً للقاتِل فتَغْلُظُ عليه الدِّيَّةُ لأنَّ الذَّنْبَ فيهِ أغْلَظُ وأشَدُّ من غَيْرِهِ.
  • تحريمُ دَفْنِ المُشْرِكِ فيهِ.
  • لا تُكْرَهُ فيه صلاةُ النَّافلة في أيِّ وقتٍ من الأوقاتِ.
  • يُضَاعَفُ أجرُ الصَّلاة فيه إلى مائة ألفِ صلاةٍ .
  • يُكْرَهُ حمْلُ السِّلاحِ بمكةَ دون ضرورةٍ نظراً لنهي النَّبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك.

مسألةُ تحويلِ القِبلة

المسجِدُ الأقصى هو القبلة الأولى للمُسلِمينَ؛ حيثُ كان رسولُ الله -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- يُصَلِّي وهو في مَكَّةَ المُكرَّمة مُتَّجِهاً نحو الصَّخرةِ المُشرَّفةِ في المسجدِ الأقصى، وفي العام الثَّاني من الهِجْرةِ كان تحويلُ القِبْلَةِ نحوَ الكعبةِ الشَّريفة وفي ذلك تعظيمٌ للمكانين الشريفين وليس فيه إنقاصٌ لفضل أحدِهِما على الآخَر، بيدَ أنَّ مُصطلَح ثالث الحرمين الشَّريفين هو مُصطلحٌ عارٍ عن الصِّحَّة فقد حرَّم الله عز وجلَّ مكة المًكرَّمةَ وحرَّم الرسول المدينة المُنوَّرة، أمَّا المسجدُ الأقصى فلم يُحرِّمُه أحدٌ إنَّما فضله وبركته ذُكرت في رحلةِ الإسراء والمِعراج وفي كونه أحدَ المساجدِ الثلاثة التي تُشدُّ لها الرِّحال.