آثار سفينة نوح

سفينة نوح

سفينة نوح حسب الكتاب المقدّس، هي سفينة صنعها النبي نوح لحماية جميع الكائنات الحيّة، إضافةً لعائلته، من الطوفان العظيم بعد أن ازداد شرّ البشر، أما في الإسلام فإنّ السفينة بنيت من قِبَل النبيّ نوح بوحيٍ من الله؛ حيث أُمر بأن يحمل فيها من كل نوع من الحيوانات الذكر والأنثى، إضافةً لأهل بيته، باستثاء البعض منهم، وهم مَن لم يؤمنوا بنوح ورسالته مثل زوجته وتبنه، فكان رُكّاب السفينة هم كلّ من آمن بالله من قومه، أما باقي المفسدين من قومه فهم من الهالكين بالطوفان العظيم.

ذكرت سفينة نوح في عددٍ من الأساطير القديمة كأسطورة الطوفان السومريّة والأكاديّة، وقد جاء ذكر روايةٍ مُشابهة لقصّة سفينة نوح والطوفان في عدد من أساطير الشعوب القديمة، والتي بدورها تؤكّد بأنّ الموت الناتج كان بسبب ماء الطوفان، ومن تبقّى من الناجين كانوا من ركاب سفينةٍ قد رست على قمة جبل.

آثار سفينة نوح

ذكر العديد من الباحثين أنهم قد استطاعوا العثور على موقع سفينة نوح منذ العصور الوسطى، أما الأرمن فإنهم يعتقدون بأنّ السفينة موجودة على قمّة جبل (أرارات)، وقد ذكر عددٌ من المسؤولين الإنجليز بأنّ زملاءهم العثمانيين تمكّنوا من اكتشاف الموقع الذي يضمّ السفينة.

في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعة وخمسين للميلاد، تمكّن المغامران الأمريكيّان (رون وايت، وديفيد فاسولد) من اكتشاف آثارٍ اعتقدا بأنّها تعود لسفينة نوح، موجودة إلى الشرق من تركيّا، وذلك بعد أن ذكر (رشيد سرحان) – وهو فلاحٌ كردي – بوجود أمرٍ غريب بانت ملامحه البارزة بعد أن ضرب زلزال المنطقة، وفي شهر أيلول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستين للميلاد، نشرت صحيفة Life magazene تحقيقاً في صفحتها الثانية عن خبر اكتشاف السفينة مع بعض الصور التي تمّ التقاطها لها من الموقع.

بعد زيارة وايت لموقع السفينة عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة وسبعين للميلاد، أكّد على أنّ موقع السفينة يقع على ارتفاع حوالي ستة آلاف وثلاثمئة متر فوق مستوى سطح البحر، كما أنّ الموقع يقع على بعد مئتي ميل عن البحر، أمّا رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة أتاتورك في تركيا الدكتور صالح بيراكتوتان أكّد على أنّ عمر السفينة قد تمّ تقديره بأكثر من مئة ألف عام، وهذا الأمر قد أكّده أيضاً عالم الآثار إكرام أكور غان، الذي أضاف بأنّ السفينة تُعتبر من أقدم السفن التي قام الإنسان بصنعها، ويجب المحافظة عليها.

تُعتبر سفينة نوح المُكتشفة في الأراضي التركية هي المُعترف بها من طرف الحكومة التركيّة، على اعتبار أنها كنزٌ وتراث وطني، وقد أقامت الحكومة التركيّة متنزّهاً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من السياح، وللتأكيد على أهميّة الموقع.