أين دفن سيدنا موسى

سيدنا موسى عليه السلام

يعتبر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، من أهمّ الأمثلة التي تمثل نصرة المظلوم في تاريخ البشرية، حيث أمضى حياته كلها لنصرة الضعفاء، فقد كان محبوبًا بشكل كبير بين الضعفاء والمظلومين والباحثين عن الحرية، وهو يعتبر قائد أرسله الله عز وجل لينهي الظلم ويحول الأمة الضعيفة إلى أمة عزيزة منتصرة.

وفاة سيدنا موسى

مات سيدنا موسى عليه السلام عند جبل يسمى بجبل نيبو، ويعتقد أنّه قد ووري جثمانه في مكان ما عند، ولكن لا نستطيع التأكيد على أنّه قد دفن في مكان معين، فالنبي الوحيد من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى الذي يمكن أن نؤكد موقع دفنه بالضبط هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أمّا باقي الرسل فإمّا أنّنا نجهل موقع دفنهم أصلاً أومن نعرف مكان دفنهم بالتقريب، والنبي موسى عليه الصلاة والسلام من الأنبياء الذين نعرف مكان دفنهم بالعموم، وهي منطقة جبل نيبو، ولعلّ من الأمور التي تثبت هذه المعلومة ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسرد قصة الإسراء به من مكة المكرمة إلى منطقة المسجد الأقصى، حيث قال:(مررت على موسى ليلة أسرى بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره – والكثيب الأحمر هي منطقة تدعى كذلك – لو كنتم معي لأريتكم قبره)، وممّا يثبت أيضًا أن هذا هو مكان قبر سيدنا موسى أنّه كان قد توجه إلى الله بالدعاء قبل أن موته، بأن يدفن في مكان قريب من المسجد الأقصى وبجانب القدس، وهذا يعتبر من أقرب الأماكن بعد البحر الميت حيث تليه القدس.

مع أنّه يوجد مقام لقبره في ذلك المكان إلا أننا لا يمكن أن نعتبر أن هذا تحديدًا هو مكان دفنه، إلا أنّه يمكن القول أنّ في هذه الأرض البسيطة والعظيمة عند الله دُفن موسى عليه السلام، وهو واحد من أهمّ خمسة أشخاص وأنبياء في حياة البشرية عند الله، ونبي من أولي العزم، ومكانه في السماء السادسة ولا يأتي بعده غير سيدنا إبراهيم عليه السلام، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسدرة المنتهى.

مقتطفات من حياته عليه السلام

لعلّ من أهمّ اللحظات في حياة سيدنا موسى هي لحظة لحظة أن وضعته أمه في البحر وقلبها يعتصره الخوف، إذ قال الله: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” ثم من بعد ذلك: “فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَنًا”.

لعلنا نتذكر وقفته لنصرة الرجل المظلوم الضعيف، وكان هذا من الأمور التي تشهد بأنّه يستحق أن يكون كليم الله، بالإضافة إلى الأيام الثمانية التي مشى فيها على قدميه الشريفتين ليعبر الصحراء من مصر إلى منطقة مَديَن دون أن يحمل الطعام أو الشراب ودون أن يتذمّر بل قال: “عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ” وهذا يدلّ على أنّه يمتلك روح مؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره.