لماذا سمي مسجد نمرة بهذا الإسم
اليوم التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم تعم فيه البركة على الأرض، بسبب حرمة هذا اليوم ومكانته العظيمة عند الله تعإلى، فهذا اليوم هو يوم وقوف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، وهو الركن الرئيسي من أركان حج بيت الله تعإلى الحرام، والتي تأتي في كل سنة. في هذا اليوم من أيام الحج المباركة يتجمع المسلمون في مسجد نمرة وهو المسجد الذي صلى فيه الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – في يوم عرفة، وهو الآن يعد من المساجد الضخمة، ووجب أن يكون كذلك بسبب أعداد الحجاج التي هي في ازدياد شديد سنة عن سنة، وحتى مع حجمه هذا فهو أصغر بكثير من أن يتسع لكل الحجاج، فمن يصلون خارجه اكثر بكثير وأضعاف أضعاف من يصلون داخله، فعدد الحجاج ضخم جداً إذ أنه يصل إلى 4 ملايين حاج سنوياً. يذكر أن مسجد نمرة لا يقع كله في منطقة عرفات، فالجزء الغربي منه يقع خارج منطقة عرفات، والجزء الغربي هو الجزء الذي يوجد فيه المحراب والمنبر. في يوم التاسع من شهر ذي الحجة في كل سنة وهو يوم عرفة، تقام فيه صلاتي الظهر والعصر جمعاً ، وفي كل سنة من السنوات وفي يوم عرفة وفي وقت الصلاة تلقى في هذا المسجد خطبة تسمى بخطبة عرفة، كما ويسمى هذا المسجد أيضاًً باسماء أخرى منها مسجد النبي إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – كما ويسمى بمسجد عرفة.
تطوّر هذا المسجد حالياً عما كان عليه قديماً، فقد كان في القديم مسجداً صغيراً جداً فلم يكن طوله يزيد عن 166 متر ولم يكن عرضه يزيد عن 153 متراً، ومع تزايد أعداد الحجاج توسع هذا المسجد عما كان عليه قبل ذلك، فقد أصبح هذا المسجد المبارك يتسع لحوالي ثلاثمئة ألف مصلٍ، بحيث أنّ مساحته تزداد حالياً عن سبعة وعشرين ألف متر مربع.
خطب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا المسجد المبارك خطبة الوداع المشهورة وهي الخطبة التي خطبها في آخر حج له، ونمرة هي في الأصل قرية كانت تقع خارج عرفات ومنها سمي هذا المسجد بهذا الاسم، ولقد امر الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – علي بن أبي طالب أن يقرأ سورة براءة في هذا الموضع المبارك، كما أمره أن يعلن أنّه لن يحج بعد هذا العام أي مشرك وأنّه لن يطوف بعد ذلك أي عريان ببيت الله تعإلى الحرام.