ابن دقيق العيد
ابن دقيق العيد
هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقي الدين القشيري المنفلوطي الأصل، وهو من كبار علماء الأصول، وقد تميز بكثرة ترحاله طلباً للعلم، حيث إنّه نشأ في قوص، وتعلّم في دمشق، والإسكندرية، والقاهرة وقد بقي فيها حتى سنة وفاته في 702هـ، وقد شغل العديد من المنصب كقاضي قضاة المسلمين في العصر المملوكي، إلى جانب ممارسته لمهنة التدريس، وقد نبغ في العديد الأخرى إلى جانب العلوم الدينية، كالخطابة، وتأليف الشعر، والنثر الذي يحاكي أسلوب القدماء في استخدام المحسنات البديعية، والسجع، وفي هذا المقال سنعرفكم على ابن دقيق العيد.
مولد ابن دقيق العيد
ولد ابن دقيق العيد في سنة 625هـ، في ساحل ينبع على ساحل بحر القلزم المعروف بالبحر الأحمر في الوقت الحاضر، عندما كان والده الشيخ مجد الدين القشيري وزوجته كريمة الشيح مفرح الدماميني متوجهين لأداء فريضة الحج، فعندما أنجيته أمّه رفع والده يدها إلى السماء شاكر الله على نعمة الله عليه، وعندما وصل إلى مكة المكرمة حمل الرضيع، وطاف به في البيت العتيق، وهو يدعو الله أن يجعله عالماً، وقد استجاب الله لدعائه، فذاع صيت ابن دقيق في جميع أنحاء البلد الإسلامية.
لقب ابن دقيق
لُقب ابن دقيق العيد بهذا اللقب نسبة إلى لقب جده الأعلى الذي كان ذا مكانة مرموقة بين أهل الصعيد، وقد لقّب جدّه بهذا اللقب؛ لأنّه كان يضع على رأسه قلنسوة بيضاء في نهار العيد، فلقبه العامّة بدقيق العيد.
مكانة ابن دقيق العلمية
عُرف ابن دقيق العيد ببراعته العلمية، فقد كان جامعاً للعلوم، وبارعاً بالفنون، كما أنّه تميّز بنبوغه من في جميع العلوم الشرعية، وبخاصّة في علل الحديث، حيث انفرد بهذا العلم عن أقرانه، وقد برع في حسن استنباطه للأحكام والمعاني الختلفة من القرآن الكريم والسنة، كما أنّه برز في العلوم النقلية والعقلية، وقد جعله ذلك من أشهر العلماء في عصره.
شيوخ ابن دقيق العيد
تتلمذ ابن دقيق العيد على يد العديد من العلماء في عصره، فحفظ القرآن وسمع الحديث من والده الشيخ مجد الدين القشيري، والحافظ المنذري، وقاضي القضاة أبي الفضل يحيى ين محمد القرشي، والحافظ أبي الحسين العطار، وغيرهم، وقد أخذ علمه، وتفقّه على مذهب الأمام مالك، ثمّ تفقه في مذهب الإمام الشافعي، كما أنه درس اللغة العربية والنحو على يد ابن أبي الفضل المرسي.
مؤلفات ابن دقيق العيد
ألف ابن دقيق العيد العديد من المؤلفات في العلوم الدينيّة المختلفة، ومن أشهر هذه الكتب الإلمام لأحاديث الأحكام؛ وهو مصنّف يقع في عشرين مجلداً، وكتاب الاقتراح في معرفة الإصلاح؛ وهو كتاب في علوم الحديث؛ كما أنه قدم العديد من الشروح لبعض الكتب ومن أهمّها كتاب التبريزي في الفقه، ومختصر ابن حاجب، ومقدمة المطرزي في أصول الفقه، وغيرها.