مظاهر الشورى
الشورى
الشورى هي مفهوم إسلامي استُمد من آيات القران الكريم، والشورى في اللغة تعني استعراض الآراء المختلفة والمتنوعة في أمر ما، ودراستها، وتقليبها، واختيار الأفضل منها، والبحث عن الصواب بينها، والشورى هي طلب رأي أهل العلم، والخبرة، في موضوع معين، وتعد من أساسيات النظام الإسلامي.
عرف التاريخ الإسلامي صوراً متنوعة للشورى، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مشاورته أصحابه في مواضيع عديدة على الرغم من كونه معصوم عن الخطأ، وتعتبر الشورى مبدأ إنساني رائع، وعظيم، حيث إنها تعود بالنفع على المجتمع، ويسود فيه التعاون، وحرية الرأي، ويختلف أهل الشورى باختلاف المجال، فعند السؤال عن موضوع ديني يستشار العلماء، وفي أمر الحرب، والمخططات، والسياسة يستشار قادة الجيش والساسة، وهناك صفات يتصف بها أهل الشورى تميزهم عن الآخرين، ومنها: الحكمة، والعلم، والعدل، والرأي.
مظاهر الشورى
ظهرت الشورى في العهد الإسلامي في زمن كان يسود فيه الظلم، والاستبداد، والديكتاتورية، وجاءت الشورى لتعزز قيام المجتمع على الأسس الشرعية، والدينية، والشورى هي نظام للحياة ينشر الود، والتعاون، والألفة بين الناس، وتعد الشورى منهاجاً تربوياً، حيث يربي الآباء أبناهم على نظام الشورى، فعندما يقع الأطفال في مشاكل ومواقف مهما كانت بسيطة يعتادون الرجوع لسؤال الأهل، وأخذ رأيهم، كما أنّ الحياة الزوجية قائمة على أساس الشورى، مما يحد من المشاكل الزوجية المعروفة، ويعتاد الزوجان على مشاورة بعضهما، وأخذ رأي الطرف الآخر، واتخاذ القرار المناسب.
سيادة الشورى تعزز شخصية الفرد، وتمنحه الحق في إبداء رأيه، وعدم الخوف من الحصول على رأي آخر على صعيد المستوى الأسري، أما على صعيد المجتمعات، فللشعب حق إبداء الرأي، والتعبير بحرية، واتخاذ القرارات، ولكن تحت سقف الدولة، وعلى الأسس الشرعية، فيترك وضع القوانين الإدارية، والسياسية المناسبة التي لا تتعارض مع تعاليم الإسلام، لأصحاب القرار وليس للشعب كافة، ويمكن أخذ رأي الشعب في بعض الأمور، ومن مظاهر الشورى: سيادة الأمن، والأمان، وروح التشارك، والتعاون، وتقليل المشاكل، والتعويد على تقبل وجهات النظر المختلفة، وانتشار تعاليم الإسلام بشكل صحيح.
الشورى والديمقراطية
تختلف الشورى عن الديمقراطية؛ فالشورى نظام قائم على أحكام الإسلام وتعاليمه، ويعود الأصل في اتخاذ القرارات المناسبة للشريعة الإسلامية وما يتناسب معها، أما الديمقراطية فهي تعطي حق تقرير المصير، واتخاذ القرارات بشكل كامل في يد الشعب، والديمقراطية تمنح الشعب حق عزل الإدارات السياسية، والحكومية، وحتى عزل الرئيس، وهو نظام مستحدث، وذلك يمنح الشعب القدرة على اتخاذ القرارات دون العودة إلى مرجع، وبعيداً عن الدين والشريعة الإسلامية.