في أي شهر نزل الوحي على الرسول

نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام

ابتدأ نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام في أعظم شهرٍ من شهور السنة الهجرية وهو شهر رمضان المبارك، كما أجمع على ذلك علماء الأمة الإسلامية، أمّا اليوم الذي كان فيه نزول الوحي فقد اختلف فيه العلماء، فقيل أنّه اليوم الثامن عشر، وقيل اليوم التاسع عشر، وقد رأى المباركفوري صاحب كتاب الرحيق المختوم في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بعد النظر في الدلائل والقرائن أنّ هذا اليوم قد صادف اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان، الموافق لليوم العاشر من شهر أغسطس سنة 610 للميلاد، حينما سمعت آذن النبي الكريم لأولى آيات كتاب الله تعالى يتلوها عليه جبريل عليه السلام وهي قوله جلّ من قائل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق:1].

عمر النبي عليه الصلاة والسلام وقت نزول الوحي

كان عمر النبي عليه الصلاة والسلام حينما أنزل عليه الوحي من رب العالمين أربعين سنةً، كما جرت سنة الله تعالى في أنبيائه ورسله، فسن الأربعين هو مظنة اكتمال العقل ونضوجه، وهو مظنة الرشد والانقطاع عن الدنيا إلى العبادة والتفكر والتأمل، وقد حدد بعض العلماء سن النبي عليه الصلاة والسلام حينما جاءه الوحي أول مرة بأربعين سنة وستة أشهر، واثنا عشر يوماً من السنوات القمرية، والتي توافق تسعة وثلاثين سنةً، وثلاثة أشهر، واثنا عشر يوماً ميلادية شمسيًة.

كيفية ابتداء نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام

أمّا كيفية ابتداء الوحي ونزوله على النبي عليه الصلاة والسلام فقد مرّ بمراحل عدة، حيث كان النبي الكريم يجد كثيراً من المؤشرات التي تدلّ على اصطفائه واختياره للنبوة منها أنّ الحجر والشجر كان يسلم عليه قبل البعثة، وكان يلتفت يمنةً ويسرة فلا يرى إنساناً، كما جاءته الملائكة وهو في منامه يوماً فأخذته وشقت بطنه وغسلت قلبه من أدران النفس تمهيداً للرسالة والنبوة. ثمّ عرف النبي عليه الصلاة والسلام الرؤيا الصالحة التي يراها في منامه وتتحقق في أرض الواقع كفلق الصبح.

وبعد ذلك حبب إلى النبي الكريم الخلاء، فكان يتعبد الليالي ذوات العدد في غارٍ قريبٍ من مكة هو غار حراء، وكان يتزود لأجل ذلك زاداً تعده له زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ثمّ في غار حراء نزل جبريل عليه السلام إلى النبي الكريم مخاطباً إياه: ( يا محمد إنّك رسول الله) فيرتجف نبي الله خوفاً، ويعود إلى بيته طالباً من أهله أن يزملوه ويدثروه، ثمّ يستمر جبريل عليه السلام بالنزول إلى النبي في غار حراء لتتنزل أول آيات كتاب الله تعالى مؤذنة ببدء الرسالة والنبوة.