من هم شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم

شعراء الرسول عليه السلام

إنّ شعراء النبي عليه الصلاة والسلام هم الصحابة الثلاث حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، والذين كانوا يتميزون بالبلاغة والفصاحة في اللغة العربية، حيث كانوا يكتبون الأشعار الخاصة بمدح نبينا ورسولنا محمداً عليه الصلاة والسلام، وكانوا يحاربون المشركين بألسنتهم، ويهدّدون الكفّار وينبذونهم بالشعر.

يقول ابن سيرين: (كان شعراء النبي عليه الصلاة والسلام وهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، حيث كان حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعارضان الكفار بمثل قولهم بالوقائع، والمآثر، والأيام، أما عبد الله بن رواحة فقد كان يعيرهّم بالكفر، وينسبهم إليه).

شعراء الرسول عليه السلام الثلاثة

حسّان بن ثابت

هو حسان بن المنذر بن حرام الأنصاري، ويُلقب بسيد الشعراء، وكان يُطلق عليه أيضاً عدّة ألقاب هي: الخزرجي، والمدني، والنجاري، وأبو الوليد، وابن الفريعة، وشاعر النبي وصاحبه، وهو من أخوال النبي عليه الصلاة والسلام، وينتمي إلى قبيلة الخزرج، وُلد في المدينة المنوّرة قبل مولد النبي بثمانية أعوام، وكان يلقب بشاعر الخزرج قبل إسلامه، كما دخل الإسلام عندما كان في سن الستين عاماً.

كان حسان بن ثابت يمدح النبي بشعره، وتميّز بالتعظيم وقوّة ألفاظة في المدح، وكان يدافع عن النبي بالكلام والفعل، ومن المقربين إلى النبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يدعو له ويقول: (اللهم! أيِّدْه بروحِ القدسِ) [صحيح].

عبد الله بن رواحة

هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرؤ القيس الأنصاري الأمير، كنيته أبو محمد وليس له أولاد، كان يكتب الشعر في الجاهلية، وكان يمدح النبي في شعره، وكان من المتعبّدين الطائعين القانتين، كما حضّ نفسه على التقوى وطلب الشهادة والجهاد في سبيل الله، ودافع عن الإسلام والمسلمين.

آخى الرّسول بينه وبين المقداد بن عمرو، وشارك مع النبي في عدّة غزوات منها: بدر؛ وكان أوّل من خرج للمبارزة، وهو من أرسله النبي ليبشّر المسلمين بالنصر، وفي غزوة مؤتة والتي استشهد فيها، كما حزن النبي لفراقه وقال عنه: (رحمُ اللهُ ابنَ رواحةَ إنَّه يحبَّ المجالسَ الَّتي تتباهَى بها الملائكةُ) [حسن].

كعب بن مالك

هو كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، لُقب بالعقبي نسبة إلى العقبة، والأحدي نسبة إلى معركة أحد، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ثمّ تاب، ودليل توبته ما ذُكر في القرآن الكريم: (وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة: 118]، كما أنّه من شعراء النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت كنيته في الجاهلية أبو بشير، وتآخى عندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة مع ابن الزبير، كما روى كعب بن مالك ثلاثين حديثاً من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكان لا يرى قبل وفاته، وتوفّي في بلاد الشام بعمر 77 عاماً.