لماذا كان النبي كثير التبسم

محمد صلّى الله عليه وسلم

بُعث النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد اصطفاه الله تعالى من بين البشر بعد أن كملت فيه الأخلاق حتى كان قدوةً وأسوةً للعالمين، وقد حرص عليه الصلاة والسلام أن يُبيّن للناس أنّه بعث ليتمّم مكارم الأخلاق ويحارب سيئات النفس وشرورها، وقد كان عليه الصلاة والسلام بين أصحابه نموذجاً في التعامل الإنساني الراقي الذي يُمثّل الخصال الحسنة والفضائل الجميلة في أحلى صورها، وأجمل معانيها، لذلك أحبّ الصحابة النبي الكريم حباً كبيراً حتى افتدوه بأنفسهم وأهليهم.

كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على رؤية النبي والنظر في قسمات وجهه الشريف، والتأمّل في نور محيّاه، والاستئناس بتبسّمه، والاطمئنان لخطابه وكلماته التي تحمل في طيّاتها الرحمة، ويتفجّر منها العلم والحكمة كما يتفجّر الماء من ينابيعه.

تبسم النبي عليه الصلاة والسلام

من الصفات التي كانت ملازمةً للنبيّ عليه الصلاة والسلام أنه كان كثير التبسم لأصحابه رضوان الله عليهم، فقد روي عن الصحابي الجليل جرير أن النبي ما حجبه منذ أسلم ولا رآه إلا ابتسم في وجهه، كما وردت عبارة فتبّسم رسول الله كثيراً في الأحاديث النبوية الشريفة لتدل على ملازمة النبي الكريم لهذا الخلق الكريم وهو البشاشة وطلاقة الوجه، فلماذا كان النبي الكريم كثير التبسم؟

سبب تبسم النبي الكريم

  • لأن الابتسامة صدقة يؤجر عليها المسلم؛ فالنبيّ عليه الصلاة والسلام كان قدوةً للمسلمين، وتعامله العظيم مع أصحابه والناس هي سنته الشريفة التي تكمل أخلاق المرء وتجملها، لذلك حرص النبي على أن يعلم أصحابه والمسلمين من بعدهم أنّ الابتسامة هي خلق كريم وشبّهه بالصدقة لما فيها من الأثر الرائع في قلب أخيه المسلم المحتاج إلى من يؤنس وحشته، ويزيل غربته، ويفرج همه بابتسامة صادقة تنبع من القلب لتدل على المحبة في الله والأخوة في الدين .
  • لأنّ الابتسامة هي من طلاقة الوجه، وهي من أنواع المعروف كذلك؛ ففي الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق).
  • لأنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على استمالة القلوب إلى هذا الدين العظيم بيان أنّه يحث على كل خلق كريم، لذلك كان كثير من الناس عندما يلتقي رسول الله عليه الصلاة والسلام يعلم أنه ليس بكاذب ولا مفتر بسماحة وجه، وتبسّمه الصادق النابع من قلبه الطاهر.
  • لأنّ الابتسامة هي سنّة من سنن الأنبياء التي تدلّ على إيمانهم الراسخ وعقيدتهم الصافية النقية؛ فالابتسامة تعني صفاء السريرة وطيب النفس وعلوّها.