أسيد بن حضير

أسيد بن حضير

هو الصحابيّ الجليل أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك رضي الله عنه، كُنيته أبو يحيى أو أبو عمرو أو أبو حُضير، كان زعيماً في قومه الأوس قبل إسلامه، فقد ورث الزعامة عن أبيه، وعُرف بشدّته في القتال، وكان ذا فكرٍ ناصعٍ وشخصيّةٍ قويّةٍ فذّةٍ، وصاحب رأيٍ ثاقبٍ، أسلم قديماً على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه، وعندما هاجر النبيّ -عليه السّلام- إلى المدينة آخى بينه وبين زيد بن حارثة رضي الله عنهما، وقد تخلّف أسيد عن غزوة بدرٍ، وقال أنّه كان يظنّ أنّ المسلمين خرجوا لأجل العير فلم يشأ أن يذهب، ولو أنّه علم أنّه الغزو لما تخلّف، لكنّه شارك في غزوة أحد وأصيب فيها بعدّة طعناتٍ، توفّي أسيد -رضي الله عنه- سنة عشرين للهجرة، وحمل نعشه عمر رضي الله عنه، ودُفن في البقيع.[١][٢]

فضل أسيد بن حضير

ورد في فضل أسيد ومقامه عند النبيّ وأصحابه أكثر من قولٍ، فقد امتدحه النبيّ -عليه السّلام- مرّةً، وقالت عائشة -رضي الله عنها- فيه: (ثلاثةٌ من الأنصارِ لم يكن أحدٌ يعْتدِ عليهم فضلًا كلُّهم من بني عبدِ الأشهلِ: أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وسعدُ بنُ مُعاذٍ وعبادُ بنُ بِشرٍ)،[٣] وكان أسيد صاحب مُزاحٍ ونكتةٍ، فذات مرّةٍ وكزه النبيّ بعودٍ وهو يساوي بين الصفوف، فطلب منه أسيد أن يأخذ حقّه مقابل ذلك، فسمح له النبيّ، فزاد عليه أسيد أنّه لم يكن يلبس قميصاً، والنبيّ يلبس قميصاً، فرفع النبيّ قميصه، فأقبل عليه أسيد يقبّله، ويقول له هذا ما أردت يا رسول الله.[٢]

حُسن تلاوة أسيد وامتداح النبيّ له

ورد في الصحيح في حديثٍ طويلٍ أنّ أسيد ابتدر يقرأ سورة البقرة ليلاً وكانت فرسه بقربه، فصارت الفرس تجول حوله من صوته، فسكت فسكتت الفرس، ثمّ قرأ فجالت الفرس، ثمّ سكت فسكتت، وكان ابنه يحيى قريباً منه، فخشي أن تدوسه الفرس وهي تجول، فسكت عن التلاوة، فلمّا أصبح أخبر النبيّ -عليه السّلام- بما حصل معه، فقال له النبيّ عليه السّلام: (تلكَ الملائكةُ دَنَتْ لصوتِكَ، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظرُ الناسُ إليها لا تَتَوَارَى منهم)،[٤] فكان أنّ الملائكة انبهرت وعجبت لجمال الصوت والخشوع الذي فيه، فأقبلت تدنو من الأرض تستمع لتلاوة أسيد رضي الله عنه، وهو يتغنّى بالقرآن ليلاً.[٥]

المراجع

  1. “أسيد بن حضير رضي الله عنه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “أسيد بن الحضير”، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-5. بتصرّف.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 2/263، صحيح.
  4. رواه البغوي، في شرح السنة، عن أسيد بن حضير، الصفحة أو الرقم: 3/26، صحيح.
  5. “أثر القرآن والانبهار به”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-5. بتصرّف.