صفات بعض صحابة الرسول
صحابة رسول الله
التف حول النبي عليه الصلاة والسلام في مسيرة دعوته عددٌ من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد كانت سيرتهم مثالاً ونموذجاً يحتذى به في أخلاقهم وقيمهم النبيلة التي ترجموها واقعاً عملياً في حياتهم ومواقفهم في الإسلام، وقد تميز بعضهم بصفات عرفوا بها وظلت مرافقةً لهم حتّى بعد وفاتهم، وفي هذا المقال سنذكر أسماء بعض الصحابة الذين عرفو بصفاتٍ معينة.
صفات بعض الصحابة
صدق اللهجة
من بين الصحابة الذين تميزوا بهذه الصفة الحسنة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (ما أقلَّتِ الغبراءُ ولا أظلَّتِ الخضراءُ من رجلٍ أصدقَ لَهجةً من أبي ذرٍّ) [صحيح ابن ماجه]، وقد ترجم هذا الصحابي تلك الصفة في واقع حياته حينما وقف مواقف كثيرة نبأت عن ذلك، ففي عهد عثمان رضي الله عنه رأى أبو ذر أموراً أنكرها فقام بدوره في النصيحة والإنكار بما رآه مخالفاً لسنة النبي عليه الصلاة والسلام حتّى نفي إلى الربذة نتيجة موقفه هذا.
الشجاعة
تميز العديد من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة حينما كانوا يمتلكون في نفوسهم قوةً وإقداماً عجيباً جعلهم يقتحمون ساحات الوغى من غير خوفٍ أو وجل، ومن بين من برز وعُرف بهذه الصفة الصحابي الجليل علي ببن أبي طالب رضي الله عنه الذي كانت سيرته حافلةً بالبطولات والمواقف التي أظهر فيها شجاعته الفائقة، ففي غزوة الأحزاب بارز علي أشجع وأقوى فرسان قريش وهو عمر بن عبد ود فأرداه قتيلاً.
الكرم والبذل والعطاء
من بين الصحابة الذين اشتهروا بهذه الصفة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، والذي كانت له مواقف كثيرة في البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله تعالى، فقد جهز رضي الله عنه ثلث جيش العسرة، كما اشترى حينما هاجر المسلمون إلى المدينة بئر رومية وجعلها وقفاً للمسلمين.
التواضع
كان صحابة رسول الله متواضعين لا يستعلون على الناس بمكانتهم أو سلطاتهم أو ما يمتلكون من أموال، ومن الأمثلة على ذلك الخليفة الفاروق رضي الله عنه الذي لم تغيره السلطة التي امتلكها حينما كان أميراً للمؤمنين، حيث كانت حياته مثالاً في التواضع ولين الجانب، فقد كان يلبس كلباس العامة، ولا يخصّ نفسه بشيءٍ دونهم.
العفو والصفح والتسامح
كان صحابة رسول الله متسامحين لا يحقدون على أحدٍ من الناس، وممن كانت له مواقف في ذلك الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان ينفق على مسطح بن أثاثة بسبب فقره، وحينما خاض مسطح مع الذين خاضوا في حادثة الإفك حلف أبو بكر أن لا ينفق عليه أبداً، فنزل في ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22] فعفى أبو بكر الصديق عن مسطح وعاد إلى الإنفاق عليه.