صفات عبد الله بن عمر

الصّحابي عبد الله بن عمر

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي، كنيته أبو عبد الرّحمن، أمه زينب بنت مظعون، ولد قبل البعثة بعام، هاجر مع والده الى المدينة وهو غلامٌ صغيرٌ، ولقد تعلّم من أبيه عمر بن الخطاب الخير الكثير، كما أنَّه يُعدُّ من المكثرين من رواية الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى ألفاً وستمائة وثلاثين حديثاً عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، تفرّد الإمامُ البخاري وحده منها بنحو الثمانين حديثاً، وكذلك الإمام مسلم بنحو واحدٍ وثلاثين حديثاً.

الصفات

كان ابن عمر جسيماً ضخماً، يحاكي أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيصلّي في المكان ذاته، ويتبع كيفيته في الدعاء، حتى بلغ به الأمر أنَّه كلّما نزل بالمكان الذي دارت فيه ناقة الرسول دورتين حتى يفعل مثله، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها: (ما كان أحدٌ يتبع آثار النبي-صلى الله عليه وسلم- في منازله كما كان يتبعه ابن عمر).

كان فقيهاً كريماً، يُحبّ الأيتام فلا يأكل إلاّ وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام، وقد كان تاجراً ناجحاً، وكان يُنفق المال ويجود به على الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءته أربعة آلاف درهم مع قطيفة، وفي اليوم التالي التقى به في السوق وهو يشتري لراحلته علفاً دَيْناً، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبد الله وسألهم عن الأمر، فأخبروه أنّه لم يبِت بالأمس حتى قام بتفريقها جميعاً، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره، ثم عاد إلى البيت ولم تكن معه، فسألناه عنها فقال: إنه وهبها لفقير.

الجهاد

كانت أولى غزوات عبد الله بن عمر غزوة الخندق، فقد كان صغيراً في بدرٍ واُحُد؛ حيث إنّ عمره ثلاثة عشر عاماً فردّه الرسول، ثمّ شهد ما بعد الخندق، وخرج إلى العراق، وشهد القادسية، ووقائع الفرس، وورَدَ المدائن، وشهد اليرموك، وغزا إفريقيا مرتين، وشارك في بيعة الرضوان.

الوفاة

كان عمره ستاً وثمانين سنة، توفّي بمكة ودفن فيها، وقصة وفاته معروفة، حيث كان بينه وبين الحجّاج مخاصمة، فتكلّم عليه الحجاج، فأجابه ابن عمر: أنت سفيه، فأمر الحجّاج أحد جنوده ليضع له سماً في رمح، وبينما كان يطوف بالكعبة أخذ يزاحمه، حتى جرحه في رجله، فتسمم فمرض، ومات بعد أيام، ودفن في مقبرة المهاجرين، وهو آخر من مات من الصحابة بمكة.