صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عمر بن الخطاب

هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبوه الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة، لقبه الفاروق، من أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وثاني الخلفاء الراشدين ومن أهم القادة في التاريخ الإسلامي وأكثرهم قوة وتأثيراً، وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة.

وُلد عام 590 م تقريباً، أي عام 40 قبل الهجرة في شبه الجزيرة العربية. تولى عمر بن الخطاب خلافة المسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق عام 634 م (13 هـ)، وكان قاضياً منصفاً وعادلاً، وهذا سبب تلقيبه بالفاروق، لأنه كان يفرق بين الحق والباطل.

قام عمر بن الخطاب في ولايته بتأسيس التقويم الهجري، وفي عهده توسعت بلدان الدولة الإسلامية وبلغ الإسلام مبلغاً قوياً وعظيماً، وهو من فتح القدس وأدخلها تحت حكم الدولة الإسلامية.

صفات عمر بن الخطاب

صفاته الجسمية

كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة مع حمرة خفيفة، أصلع الرأس، وله لحية طويلة كان يخضبها بالحناء، وكانت طويلة في المقدمة وتقصر عند العارضين، وكان رضي الله عنه فارع الطول جسيماً، وقيل بأنه كان عندما يركب الفرس كان يبدو كأنه واقف لأن قدميه تصل للأرض.

صفاته الخُلُقية

كان لعمر بن الخطاب من الأخلاق وخصال الإيمان ما لم تكن لغيره من الأمة، ولم يفضل عليه أحد (بعد الرسول صلى الله عليه وسلم) سوى أبا بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً، وكان شديد الإخلاص والصدق، وكان قوي اللهجة في قول الحق ولا يضعف ولا يلين، ولعل هذا سبب فرار الشيطان منه، حيث كان رضي الله عنه إن مشى في طريق فر الشيطان وسلك طريقاً غيره، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلّم: (إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ).

كان رضي الله عنه متواضعاً جداً، لم يتخذ من مظاهر الدنيا شيئاً، فلا قَصر له ولا ملبس فاخر، واتصف أيضاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومشاورة أصحابه وأهل الاختصاص في كل مسألة.

مميزاته في السياسة

كان عمر بن الخطاب أحد العباقرة البارزين، وقد أظهر حنكة وحكمة كبيرتين في الحكم، وهذا ما جعل أكثرية المسلمين يبايعونه بعد وفاة أبي بكر الصديق، وكانت له مهارة مميزة في الخطابة، أثرت كثيراً في ازدياد شعبيته بين الناس.

كما أنه كان محبوباً وله شعبية كبيرة حتى في البلدان المفتوحة حديثاً، لأنه كان يتبع نهج التسامح الديني وحفظ حقوق القوميات والأديان الأخرى، خصوصاً مع أهل الكتاب، حيث كان يجعلهم يدفعون ضرائب أقل مما كانوا يدفعونه للحكام الروم.

أما خلال حروب الردة فقد كان لعمر بن الخطاب أيضاً مواقف لا تنسى، حيث أطلق سراح جميع سجناء القبائل البدوية. وكان لعمر بن الخطاب استراتيجيات عسكرية سجلت في التاريخ، مثل مهاجمة الأهداف مراراً وتكراراً من جهات عدة حتى تسقط، ومنها مهاجمة المركز أولاً، وقد شُهد له سرعة فتحه لجميع أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية بقيادته الحكيمة.

بعض الأقوال عن عمر بن الخطاب

ما أجمل ما قاله عنه ابن القيم رحمه الله: (الشيطان إنما يستطيل على الإنسان بهواه، وعمر قمع هواه). ومن الجدير بالذكر بأن عمر بن الخطاب قد ذكر في كتاب (أعظم مئة شخصية في التاريخ)، للكاتب الغربي مايكل هارت، حيث وضعه في المرتبة الواحدة والخمسين، وقال عنه: (لقد استحق هذا المكان الرفيع بين الخالدين).