عمرو بن العاص
عمرو بن العاص
تميّز الصّحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنه- من بين صحابة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- بالدّهاء والحيلة، وقد اشتهر في الجاهليّة وقبل الإسلام بذلك، فما هي سيرة هذا الصّحابي الجليل ؟ وما هي أبرز جوانب حياته ؟ ومتى كانت وفاته ؟ .
مولده
ولد عمرو بن العاص بن وائل السّهمي في مكّة سنة 592 ميلادية، وكحال كثيرٍ من الغلمان نشأ عمرو بن العاص في ظلّ أفكار الشّرك والضّلالة، فقد كان أبوه من أشدّ رجالات قريش على النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- والمسلمين، وقد كانت بداية إسلام عمرو بن العاص في السّنة الثّامنة للهجرة، عندما قام بالقدوم مع خالد بن الوليد إلى المدينة المنوّرة ليشهر إسلامه أمام النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- ولتبدأ رحلة عطاء عمرو بن العاص في الإسلام .
مشاركته في المعارك
وقد كانت أوّل مهمّة لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما جمعت قبائل قضاعة جيشها للهجوم إلى المدينة المنوّرة، فانتدب النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- عمراً ليقود سريّة مكوّنة من ثلائمائة رجل حتّى تتوجّه إليهم وتردعهم، وقد رابطت تلك السّرية ثمّ جاءها مدد من المهاجرين والأنصار حتّى رد الله قضاعة، فهربوا مولّين الأدبار.
وقد كان لعمرو -رضي الله عنه- حيلة في هذه المعركة، حيث لم يأمر المسلمين باللّحاق بجيش قضاعة؛ خوفاً من أن يعطف عليهم الكفار، كما أنّه نهى المسلمين عن أن يوقدوا نارًا حتّى يدفؤوا بها، وكانت حجّته في ذلك خوفه من أن ينكشف عدد المسلمين فتقل هيبتهم في نفوس أعدائهم .
وفي خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- تولّى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قيادة جيوش المسلمين في فتوحات الشّام، وقد كان مسؤولًا عن قيادة جيش من سبعة آلاف مقاتل مسلم، حيثُ توجّه إلى سواحل الشّام وفلسطين، وبعد أن انتصر خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في معاركه ضد الفرس في العراق، توجّه إلى الشّام ليوحّد جيوش المسلمين ولتتواجه مع الرّوم في معركة اليرموك الشّهيرة، التي انتصر فيها المسلمون، وكانت مقدّمةً لفتح جميع بلاد الشّام .
وقد كان لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- الدّور الأكبر في فتح مصر؛ إذ أقنع الخليفة عمر -رضي الله عنه- بأن تتوجّه جيوش المسلمين لفتحها، فسار إليها من فلسطين واستطاع فتحها، ثمّ صار والي عليها ثمّ عزل عنها في عهد عثمان -رضي الله عنه- ليعود إلى ولايتها في عهد معاوية بن أبي سفيان .
وفاته
وقد توفّي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في مصر سنة 682 ميلادية، بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء والإنجازات .