وشاورهم في الأمر

معنى قوله تعالى وشاورهم في الأمر

أمر الله عزّ وجلّ نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بمشاورة أصحابه حينما قال عزّ من قائلٍ: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)،[١] وقد كان أمر الله له بذلك تطييباً لنفوس أصحابه، وحتى يبينّ لهم أنّه يسمع منهم ويسمعون منه على الرغم من استغنائه عنهم بتدبير الله له، كما أنّ في مشاورة النبي لأصحابه تأليفاً لقلوبهم على الدين، ولأنّ في المشاورة عزيمة تهدي إلى الرشد، وقيل كذلك إنّ الله أمره بالشورى؛ لما فيها من الفضل، وحتى يستنّ المسلمون بسنة رسولهم من بعده فيما حَزَب عليهم من أمر دينهم ودنياهم، فيتشاوروا في أمرهم، ثمّ يصدروا عمّا اجتمعت عليه جماعتهم من الكلمة، والقرار الرشيد، والله جلّ وعلا مع عباده إذا لم يميلوا إلى الهوى، أو يحيدوا عن الهدى، فيسدّد رأيهم، ويوفقهم في أمرهم.[٢]

تطبيق الرسول عليه السلام لمبدأ الشورى

كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوةً حسنةً في تطبيق مبدأ الشورى في حياته، فقد استشار أصحابه يوم بدر في الخروج لاعتراض عير قريش، فسمع من أصحابه كلاماً أسرّ قلبه، كما استمع إلى مشورة الحُباب بن المنذر حينما أشار عليه بأن ينزلَ إلى أدنى ماء من القوم، ثمّ يغوِّر ما وراءه من القُلُب، ثمّ يبني عليه حوضاً فيملؤه ماءً، فيشرب ويشربون، ثمّ يمضي إلى قتال القوم، كما شاور كذلك أصحابه بعد المعركة في الأسرى الذين بين أيديهم، فمال إلى رأي أبي بكر في أخذ الفداء.[٣]

أهمية الشورى في الإسلام

تتجلى أهمية الشورى في أنّها من مبادئ الإسلام الأساسية، ونقل القرطبي عن ابن عطية اعتبارَه الشورى من القواعد التي تقوم عليها الشريعة، وهي عزيمة من عزائم الأحكام، ونقل عنه كذلك اعتقاده وجوبَ عزل الحاكم الذي لا يستشير أهل العلم والدين، وتحدث ابن خويز منداد عن المواضع التي يستشير فيها الحاكم أهل العلم والدين، حيث يستشير العلماء في أمور الدين التي تشكل عليه، ويستشير وجوه الناس فيما يتعلق بمصالحهم، ويستشير وجوه الجيش فيما يتعلق بأمور الحرب، ويستشير العمال والوزراء وغيرهم فيما يتعلق بمصالح البلاد وشؤونها المختلفة.[٤]

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية: 159.
  2. “تفسير الطبري / الآية 159”، إسلام ويب / المكتبة الإسلامية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-30. بتصرّف.
  3. تامر عبد الفتاح (2010-9-20)، “الشورى في الإسلام بين النظرية والتطبيق “، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-30. بتصرّف.
  4. “أهمية الشورى وضرورة العمل بها “، إسلام ويب، 2009-3-28، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-30. بتصرّف.