حقوق الزوج على الزوجة
الحقوق
تعرف الحقوق بأنها مجموعة من المعايير الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية التي لا يجب الإخلال بها، والواجبة لدى الجميع بغض النظر عن لغتهم، أو أصلهم العرقي، أو ديانتهم، أو مكان وجودهم، أو لونهم، وغيرها، كما أنّها تساهم في المحافظة على كرامة المرء، وتحقيق السلام، والأمان، وحمايته من الظلم والاستبداد، ولا بدّ من الإشارة إلى تعدّد الحقوق والواجبات، فلكلّ شخص في موضعه عدد من الحقوق، سواء كان معلماً أو طالباً، أو عاملاً، أو طبيباً، أو مريضاً، أو رباً في المنزل، وكذلك الزوج والزوجة، بهدف إنشاء أسرة سليمة، ومتكاملة، ومترابطة، وبالتالي حفظ المجتمع من التفكك والضياع، وفي هذا المقال سنعرفكم على حقوق الزوج على الزوجة.
حقوق الزوج على الزوجة
وجوب الطاعة في غير معصية لله
يحق للزوج أن تطيعه زوجته في كلّ ما تستطيع تنفيذه، طالما أنّه لا يتعارض مع شرع الله، ويعدّ الرجل قواماً على المرأة بالرعاية والتوجيه والأمر؛ لأنّ الله كلفه بالعديد من الواجبات المالية، وحباه ببعض الخصائص العقلية والجسمية، حيث قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ)[النساء:34]، ومعنى قوامون أي أن الرجل هو المسؤول عن النفقة، والرعاية، والتوجيه، والأمر، كما أن هذه القوامه ليست قوامة قهرٍ واستبداد أو إذلال، إنّما قوامة قيادة فقط.
اهتمام الزوجة بنفسها وبيتهما
يحقّ للزوج أن تهتم زوجته بنفسها، ورائحتها، وأن لا يجد منها سوى الرائحة الطيبة، وحسن المظهر، بالإضافة للاهتمام بالأولاد والمحافظة على نظافتهم، ونظافة المنزل، بالإضافة لعدم أخذها من ماله دون إذنه، وذلك في حال توفيره كافّة احتياجاتها المادية تبعاً لقدراته.
تمكين الزوج من الاستمتاع
وجوب تسليم الزوجة نفسها لزوجها في حال كانت أهلاً للجماع، كما أنها تقع بالمحذور في حال امتنعت عن جماع زوجها، إلا في حال امتلاكها لعذر شرعي كصوم الفرض، والحيض، والمرض، وغيره، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) [رواه البخاري].
عدم الإذن بدخول من يكره الزوج دخوله إلى المنزل
يحق للزوج أن يمنع زوجته من إدخال من يكره إلى منزلهما، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [رواه البخاري].
عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج
يحق للزوج منع زوجته من الخروج من المنزل دون إذنه، وذلك لأنّ طاعته واجبة، وقال الشافعية والحنابلة: ليس لها الخروج لعيادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج، وله منعها من ذلك.
التأديب
يحق للزوج تأديب زوجته عند عصيانها له بالمعروف، حيث أمر تعالى بتأديب النساء بالهجر والضرب عند رفضهن للطاعة بما يرضي الله، كما وذكر الحنفية أربعة مواضع يجوز فيها للزوج تأديب زوجته بالضرب، منها: ترك الزينة إذا أراد الزينة، وترك الإجابة إذا دعاها إلى الفراش وهي طاهرة، وترك الصلاة، والخروج من البيت بغير إذنه، كما وقال تعالى: ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيراً)[النساء:34].
خدمة الزوجة لزوجها
يحق للزوج أن تخدمه زوجته بالمعروف، كما تختلف طريقة الطاعة من امرأة لأخرى، تبعاً لما جاء في قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوّع ذلك بتنوّع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة). [الفتاوى الكبرى (4/ 561)]، كما يجب عليها أن تحفظه بماله، وأهله، ونفسها.
حفظ الأسرار
يحقّ للزوج أن لا تكثر زوجته من التذمّر، والشكوى أمام أهله، أو أهلها في حال ضاقت أحوالهما المعيشية أو تعسرت لسبب ما، كما يجب أن تحفظ كافّة أسراره، وألا تخبر أحداً بها، حتى وإن كان من أقاربها كأمها، أو أختها، وغيرها.
حقوق أخرى
- الرحمة: يجب على الزوجة ألا تطلب منه ما يزيد عن طاقته، وأن تكثر من الدعاء له.
- الاحترام: يتوجّب على الزوجة تقدير واحترام الزوج، وتوقيره هو وأهله، وأن تسمح له بالنفقة على عائلته، وأن ترضى بذلك.