اختيار الزوجة الصالحة
الزواج
خلق الله تعالى الإنسان بطبائِع وغرائِز فِطريّة، فهو أليفٌ بطبعِه ويحب الاختلاط والاجتِماع، حيث إنّه يستمد قوّته ويشعُر بإنسانيّته أثناء وجودِه في جماعة، بحيث يشعر من خلالها بالموّدة والحب والانتماء والطمأنينة، ويُشارِكه أفَراد هذه الجَّماعة أحزانَه وأفراحَه، لذلك فإن الأسرة هي اللبنة الأساسيّة في بناء المجتمع وتعايُش الناس معاً بشكلٍ سليمٍ، ومن أفضل الجماعات التي قد توجِد للإنسان كلّ ما يرغب هي الأُسرة.
تتكوّن الأُسرة في البِداية من الرجل والمرأة التي حدّد الإسلام علاقتهُما وضبَطَها بالزواج الشرعيّ، فالزواج يُعتبر عقداً يوِّضح علاقة الرجل بالمرأة، ويَمنحهما الحُقوق، ويوجب عليهما الواجِبات، ليستطيعا العيش بسعادةٍ وطمانينة، ويبدأ الزواج الناجِح بالاختيار الناجِح لكِلا الطرفين، سنسلِّط الضوء على طُرق اختيار الزوجة الصالِحة في مقالنا هذا، ولاحقاً في مقالاتٍ تابعة سنركِّز على اختيار الزوج الصالِح.
اختيار الزوجة الصالِحة
يمرّ الشخصان المُقبِلان على الزواج بمرحلةٍ تُسمى فترة الخُطوبة، وهي مهمةٌ جداً ليتعرّف كلٌّ منهما على الآخر، ويجب أن تمتاز هذه المرحلة بالوضوحِ والشفافيّة بعيداً عن النِفاق والمُجاملات التي ستختفي بعد الزواج وسيبقى كلّ طرفٍ على حقيقتِه، لذلك يبدأ الرجل قبل القُدوم على فترة الخطوبة يحلُم بزوجته المستقبليّة وبحياته القادِمة، ولكن عليه التمهّل عند اختيار شريكة حياته بحيث تتصف بما يلي:
الدين والخلق
لم يتُرك الإسلام أيّ جانبٍ من جوانِب حياة الإنسان إلّا نظّمها ورتبّها ووضع لها الحدود، فنصَح الرجل المُقبِل على الزواج بالبحث عن المرأة صاحِبة الدين والتي تربّت تربيةً إسلاميّةً؛ لأن هذه المرأة ستكون مربية أبنائِه، كما أنّها تكون معصومة عن الوُقوع بالمخالفاتِ والمحرّمات وتخاف الله تعالى في بيتها وزوجها، وستكون مطيعةً له امتثالاً لأمر الله تعالى ووصية رسوله صلى الله عليه وسلّم، كما أنَّ الدين مرتبِط ارتباطاً وثيقاً بالخُلق الحسَن الذي يسرّ كل من يختلط بحامِلِه.
الحَسَب والنَّسَب
يمكن للرجل أن يبحث عن صاحِبة الحَسَب والنَّسَب، ولكن مع توفر الدين والأخلاق الحسنة، ومن الأفضل أن يبحث عمّن تكون قريبةً منه في المستوى الثقافي والاقتصاديّ ليحصل التفاهم فيما بينهما، فالتكافؤ بين الزوجين من عوامِل نجاح الزواج، لأنّ الفوارِق بكافة أشكالِها قد توجِد الفُرقة وعدم التفاهُم.
الجَمال
يبحث بعض الرِّجال عن جَمال الشكل الخارجيّ للمرأة وينسى جمالها الداخلي، فالصائِب أن يبحث الرجل عن صاحِبة الروح الجميلة قبل الشكل الخارجي الجميل، لأنّ الشكل سيتغيّر مع تقدّم العمر، بينما جمال الروح يبقى مع المرأة، وبذلك تقدِّم للزوج أسباب الراحة والسعادة، وتحاوِل أن تسعِده بكل الطرق مثل التودّد إليه، وملاقاته بابتسامة وعدم الشكوى.