موضوع تعبير عن صفات الرسول

قال حسّان بن ثابت:

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ

كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ

وصف الله تعالى نبيّه الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم في سورة القلم وقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وفي هذا إشارةٌ واضحة إلى صفات النبي عليه السلام الخُلقية وحسنها، وليس في ذلك عجب إذ إنّ الله لن يصطفي من عباده أنبياء إلّا أحسنهم، أمّا عن صفاته الخَلقية فقد كان صلى الله عليه وسلّم متوسط الطول، أزهر اللون لا بالأبيض ولا بالأسمر، واسع الجبين، عيناه سوداوان، وجهه ليس غاية في التدوير.

كان عليه السلام يُلقّب بالصادق الأمين، إشارة إلى صدقه في الأقوال والأفعال، وأمانته في ردّ الودائع والتجارة والبيع والشراء وغيرها، كما كان يُعرف بنُبل أخلاقه ورفعتها، وترفّعه عن الفحش في الأقوال والأفعال، فلم يسرق ولم يظلم ولَم يفعل السوء في حياته قط حتى قبل أن يبعث نبياً، وقد كان عليه السلام شديد الحياء حتى أنّه وُصف بأنّه أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان عليه السلام، كريماً حليماً رفيقاً، يُجالس الفقراء والمساكين ويعطف عليهم، وفي ذلك نزلت الآية الكريمة: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 59).

عُرف عليه الصلاة والسلام بتواضعه فقد كان في مهنة أهل بيته يساعدهم في الأعمال المنزلية، حيث كان يحلب الشاه، ويعدّ الطعام بنفسه، ويُصلح نعله، ويُعاون خادمه، ولم يكن يغضب لنفسه وإنّما يغضَب لربّه غيرةً على الدّين وليس على الدنيا، وكان حلو المعشر ودوداً في تعامله لا سيما مع الصبيان، يسلّم عليهم ويسألهم عن أخبارهم، ويواسي الناس في أحزانهم ويعودهم في كرباتهم.

كان يدعو أصحابه ويناديهم بأحب أسمائهم إليهم، ولم يكن ينابز أحداً بلقبٍ كريهٍ أو اسمٍ لا يحبه، ولم يعاير أحداً قط، فقد جمع صلى الله عليه وسلّم من الصفات أحسنها ومن الاخلاق أفضلها، فهو الجدير بأن يكون قدوتنا في معاملاتنا شتى لنكون في الجنّة له من الرفقاء.