كيف تكون محسناً

الإحسان لذوي القربى

يندرج بر الوالدين وصلة الرحم تحت مفهوم الإحسان لذوي القربي، ويجب في لب الحديث عن صلة الرحم توضيح أن الرحم يشمل كل من ارتبط بالإنسان بصلة الدم، أو النسب، وقد حذّر الله تعالى في كتابه الكريم من عواقب قطع الأرحام، وأكد على وجوب صلتهم.[١]

بالإضافة إلى أهمية إعطاء هذه الفئة من الناس حقوقهم، ورفع الضرر عنهم، والإحسان إليهم قدر المستطاع إن كان ذلك بالنفقة، أو بالمساعدة على قضاء الحاجات، أو بالمعاملة اللينة الحسنة، وإظهار الود والمحبة إليهم، حتى إن الميت منهم يطاله الإحسان من خلال الدعاء إليه بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل.[١]

الإحسان بتحقيق منفعة الغير

يعد تحقيق بعض منافع للغير من صور إحسان المرء، وقد يكون ذلك بالقوة الجسدية من خلال ردع الظالم عن ظلمه، واسترداد حق المستضعف، أو إزالة الأذى عن الطريق، أو من خلال تسخير ما أتاه الله من مال لسد حاجات المحرومين، والتصدق على الفقراء والمساكين، وإن كان ذو عسرة، ولم يستطيع مساعدة الآخرين بالبدن، أو المال فعليه مساعدة أخيه، والسعي معه لتحقيق المنفعة له وقضاء حوائجه.[٢]

يعد العلم من أعظم الطرق التي ينفع بها الإنسان غيره، فبالعلم يصبح المرء عبداً عارفاً يتقرب إلى الله تعالى ببصيرة ودراية، وعلى من يسر الله عليه نعمة العلم مسؤولية نفع وتعليم الآخرين من الجهال، والضالين، وأهل الحيرة، وإرشادهم إلى الحق والنور، وإحسان النصح والهداية لهم، وتقديم الفتاوى لهم.[٢]

الإحسان إلى البيئة

وصل الإحسان في التصور الإسلامي إلى البيئة، وما بها من كائنات وجمادات، فقد استخلف الله تعالى عباده في الأرض وسخر لهم ما فيها لتعميرها وإصلاحها، وتجنّب فسادها وخرابها، ومن أوجه عمارة الأرض زراعتها بما هو نافع والاعتناء بها دون تغيير لفطرتها التي فطرها الله عز وجل عليها.[٣]

لا يقتصر الإحسان إلى البيئة بحسن فلاحة الأرض بل حرّم الإضرار بالحيوانات دون وجه حق حتى لو كانت نملة، ومنع قتل هذه المخلوقات بدوافع اللهو واللعب، أو الغضب، أو لخشونة الطبع وقسوة القلب، وطالت الرحمة الشجر، حيث دعت سنة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام للمحافظة على الأشجار في الغابات، وفي كل مكان.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد الحبيب التجكاني (1990)، الإحسان الإلزامي في الإسلام وتطبيقاته في المغرب ، المغرب، صفحات 145-147. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد المحسن العباد، “الإحسان حقيقته – فضله -طرقه”، صفحة 2، www.docportal.iu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “الإحسان والإحسان بالبيئة”، صفحات 1-3، www.sviva.gov.il، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.