حب العمل المهني

العمل المهني

في ظل مشاكل الحياة ومتطلباتها المتزايدة لا بدّ من عمل معيّن للإنسان يقتات منه، فيسدّ به عوزه وسبل العمل وتحصيل الرزق متعددة، فهناك العمل الوظيفي، والعمل المهني، وبين هذين المسميين بعض التشابك والتداخل إلى حد الالتحام والاندماج أحياناً، وهناك العمل الحرفي، والعمل التجاري، إذاً هو ميدان واسع وفسيح جداً وعنوانه العمل، والعلاقة مع العمل يجب أن تكون علاقة حبّ دائماً، وإن كانت غير ذلك فهناك أسباب لهذا الفتور والنفور من العمل المهني بما في ذلك العمل الوظيفي، وهناك سبل لتبديد هذا الفتور وعلاجه، كما أنّ هناك موقف للإسلام من العمل بكل صوره.

الإسلام والعمل

إنّ موقف الإسلام من العمل بكلّ صوره وأشكاله هو موقف إيجابي بما تحققت فيه الضوابط الشرعيّة، كالأمانة وتجنب الغش، وكون العمل مباح في أصله ومن هذه المواقف:

  • شجع الإسلام للانطلاق صوب ميادين العمل المختلفة حتى في يوم الجمعة، وذلك في قوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة: 10] وقوله أيضاً: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15]
  • كان صلى الله عليه وسلّم نموذجاً عمليّاً في الحث على العمل والترغيب به، فقد عمل في التجارة في شبابه عندما تاجر لخديجة رضي الله عنها بمالها، وكذلك عمله في رعاية الأغنام قبل ذلك.
  • وصل إلينا عن الرسول صلى الله عليه وسلّم الكثير من الأحاديث التي تحث على العمل وتعظم شأنه، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلّم: (ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليهِ السلامُ كان يأكلُ من عملِ يدِه) [صحيح].
  • جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عدم امتلاك الرجل لحرفة يعتاش منها سبباً في سقوطه من عينه، فقال رضي الله عنه: (إنِّي لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني).

حبّ العمل المهني

علاقة الإنسان بعمله يجب أن تكون علاقة حبّ دائماً حتى يقدِم نحوه بإخلاص وقناعة، فكلّما كان الحبّ للعمل والإخلاص في أدائه كانت النتائج إيجابيّة تنعكس على جودة العمل وعائده الربحي أحياناً، وكذلك على سمعة القائم بالعمل في أوساط المجتمع، سواءً كان المجتمع بشكل عام أم مجتمع العمل ذاته، وهو الميدان الذي يمارس فيه العمل فحبّ المهنة ضروري باعتباره وسيلة وسبباً في البقاء ومواجهة متطلّبات الحياة المختلفة، وهو متى خلصت فيه النيّة مع العبادات عبادة عظيمة.

أسباب النفور من العمل المهني

  • تدني أجور العمل، وعدم تحقيقها لأدنى مستلزمات الحياة.
  • انعدام الفرص التشغيليّة لمن يمتلك الخبرة الكافية.
  • طغيان الواسطة والمحسوبيّة في قبول المهنيين للعمل.
  • عدم وجود سياسة موزونة تجمع بين التخصص المهني وحاجة السوق
  • ضعف الخبرة المهنيّة عند بعض المندفعين للعمل المهني، وانعكاس ذلك على نتائج عملهم وما يترتب عليه من نفور منهم لدى الأوساط التشغيليّة، يولد لديهم نفوراً من العمل.
  • عدم امتلاك بدائل مهنيّة تناسب الأسواق والميادين التشغيليّة.

كيفية تحقيق حب العمل المهني

لا بدّ من تحقيق ما يدعو إلى حب العمل من خلال توفير فرص تشغيل مناسبة، ورفع الأجور فيما يتعلق بالعمل المهني، وإعطاء فرص تحفيزيّة وتنافسيّة بين العاملين، وتحسين ظروف العمل، والارتقاء بها باستمرار، وتوفّر الدعم الحكومي لشريحة المهنيين عبر برامج تدريبيّة، وتشغيليّة، وإعلاميّة متنوِّعة.