تعامل الرسول مع الخدم

الرسول محمد

أرسل الله تعالى نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- رحمةً للعالمين، فكان مثالاً للصدق وحسن الأخلاق والقيادة، ومثالاً للرحمة بالخلق جميعهم؛رجالاً ونساءً، صغاراً ومسنين، أغنياء وفقراء، أحراراً وعبيداً، فمعاملته للعبيد تفوق الخيال في اللطف، والإنسانيّة، والرحمة، فلقد أعطاهم حقوقهم كاملةً، وأشفق عليهم، وأوصى بهم، بل وصل رفقه بهم إلى جعْلهم إخواناً لمن هم تحت أيديهم.

تعامل الرسول مع الخدم

قال عليه السلام والصلاة عن الخدم: (هم إخوانُكم . جعلهم اللهُ تحت أيديكم . فأَطعِموهم مما تأكلون . وأَلبِسوهم مما تلبسون . ولا تُكلِّفوهم ما يغلبُهم . فإن كلَّفتُموهم فأعِينوهم) [صحيح مسلم] . أمّا هو عليه أفضل الصلاة والسلام فقد عامل خدمه بأرقى معاملةٍ، وكأنّهم أفرادٌ من أهل بيته الكرام، فجعلهم يشعرون ببشريتهم وبمكانتهم بعد أن عانوا الكثير قبل الإسلام، فلا إنسانيّة كانت ولا أخلاق في معاملتهم، وكأنهم ليسوا من بني البشر، ومن أمثلة المعاملة الكريمة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع خدمه:

  • مكافأته لمن يخدمه والدعاء له، قال أنس -رضي الله عنه- قالتْ أمي : يا رسولَ اللهِ، خادِمُك أنسٌ، ادعُ اللهَ له، قال : ( اللهم أكثِرْ مالَه، وولدَه، وبارِكْ له فيما أعطَيتَه ) [صحيح البخاري].
  • رفقه بهم فقد كان يحنو عليهم ولا يقسو، ولا يضربهم ولا يعنّفهم ولا يشتمهم.
  • حلمه، فيوّجه من أخطأ منهم ولا يعاقبه.
  • شفاعته لمن استشفعه منهم.
  • رحمته بمن يمرض منهم وزيارته له في بيته.
  • قبوله لعملهم مهما كان.
  • العفو والصفح عنهم والوعظ لمن يضرب خادمه وتحذيره من معاقبة الله عزوجل.
  • مساعدته لهم في عملهم غير مكلف لهم ما لا يطيقون.
  • معلمهم دينهم، ومبيّن لهم حقوقهم ومكانتهم في الإسلام.

حقوق الخدم في الإسلام

  • المسارعة في إعطائهم أجر عملهم وعدم تأخيره والمماطلة فيه.
  • إعطاؤهم حقهم كاملاً غير منقوصٍ.
  • معاملتهم معاملةً حسنةً وبأخلاقٍ كريمةٍ.
  • عدم إهانتهم والمسّ بكرامتهم.
  • الرّفق بهم والشفقة عليهم، فلا يُكلَّفون مالا يستطيعون فعله.
  • مساعدتهم في أعمالهم.
  • الإنفاق والتصدّق عليهم.
  • الأكل والشرب معهم ولو بضع لقيمات.
  • الحذر من ضربهم وإلحاق الأذى بهم.
  • العفو والصفح عنهم، وتفادي معاقبتهم والصبر على ذلك.
  • تفقّد أحوالهم والاطمئنان عنهم، وتقديم يد العون لهم.
  • تعليمهم أمور دينهم وشؤون حياتهم وفق المنهج النبوي الصحيح.
  • الابتعاد عن الاختلاط المحرّم وعدم التهاون فيه، واتباع أوامر الشرع في حدود التعامل معهم.
  • إطعامهم وكسوتهم بمثل مأكل وملبس من يمتلكهم، فهناك من يُقدّم لهم بقايا طعامهم أو الفاسد منه، وكذلك اللباس المهترئ.
  • تأمين المسكن المناسب لهم.
  • إرشادهم وإسداء النصح لهم.