بحث عن جزاء العاملين

العمل

تتميّز العقيدة الإسلامية بشموليتّها للعديد من المواضيع الاجتماعيّة الهامّة، منها العمل الصالح، فقد خاطبت المؤمنين بخصوص العمل وإخلاصه لوجه الله تعالى، كما تحدّثت عن مظاهر العبوديّة ومضمونها، وخاطبت الناس بخطاب يناسبهم، وقد اقتضت الرحمة الإلهيّة والعدل الرّباني أن يلاقي كلّ عاملٍ مخلصٍ في عمله المندرج في سياق العبودية للخالق -عزّ وجل- جزاء عمله في الدنيا والآخرة، لقول الله تعالى في كتابه الكريم: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ)[آل عمران: 195]، وتشير قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء والصالحين إلى وجوب العمل لاكتساب المال من وجهٍ حلال، وذلك للإنفاق منه على النفس والأهل والأولاد، والارتقاء بهذا المال الذي يكسبه الإنسان من العمل ليقتات به، ويستغني عن السؤال، ويعيش كريماً عزيزاً، ويموت جليلاً حميداً.

جزاء العاملين

في الدنيا

  • التوفيق والسداد، حيث يجازي الله العاملين في عملهم الدنيويّ والآخرويّ، في كافّة الميادين المتنوعة.
  • الشعور بالراحة النفسيّة والطمأنينة، والتي تعدُّ من الثمار التي يجازي فيها ربّ العالمين قلوب العاملين لدينه.
  • الأمان للعاملين حين يفزع الناس، والسعادة يوم يشقى الناس.
  • البركة في الرزق، فقد بارك الله لهم في أعمالهم، وأفعالهم، ورزقهم، ولو شحّ رزقهم بسبب مصائب الحياة ومحنها، فإنّهم يتغلبون عليه بالقوة والعزيمة.
  • التغلب على الهموم والأحزان، وذلك لأن العاملين يتعرّضون للعديد من المشاكل المتعددة، لكنهم يتحدّونها بإيمانهم القويّ.
  • محبّة الناس للعامل، فهو من الأجر العظيم ، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ).

في الآخرة

  • نعيم القبر للعاملين حيث يُخفّف عنهم عذاب القبر لصدقهم وإخلاصهم في عملهم، ويغفر الله لهم ذنوبهم.
  • فوزهم بالجنة والرضوان بها، ذلك لرضا الخالق عزّ وجل عنهم، واستحقاقهم للخلود بالجنة ونعيمها.

واجب العاملين

يتوجّب على العامل المؤمن أن يتوخّى الحيطة والحذر من خطى سيره، وأن يحاسب نفسه باستمرار، كما أنه يجب أن يتنافس على عمل الخير، مسارعاً إليه، وذلك لنيل شرف العامل المثابر في عمله والثابت عليه، مع تيقّنه من أن الخالق عز وجل عادلٌ رحيم سيجازيه خيراً، في ميادين العمل كافة، وللعمل ضرورةٌ إنسانيّة في إعمار الأرض، وتحقيق الرسالة الإنسانيّة عليها، فقد قُرن ذكر الإيمان في القرآن والسنة بالعمل الصالح، لذلك حثّ الإسلام على العمل، كما وعد العاملين بالأجر العظيم، وذلك لحرصه على بناء أمةٍ إسلاميّةٍ عاملة.