فضل حسن الخلق
حسن الخُلق
أولى الإسلام عنايةً كبيرةً للأخلاق وحُسنها٬ وظهرَ ذلك جلياً في كل ما كان يقومُ بهِ رسول الله – عليهِ الصّلاة والسّلام – ٬ وكل ما كان يُعرفُ بهِ ويُشهدُ لهُ من أخلاق٬ فقد ذَكر الله سبحانهُ وتعالى في كتابِهِ العزيز واصفاً نبيّهُ : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) {سورة القلم:4}.
كان حُسن الخلق من أعظم الصّفات التي اتّصف بها نبيُّ الإسلام٬ كما اتّصف بمكارِم الأخلاق٬ ومحاسنِ الصّفات٬ وباعتبارهِ قدوةً لكُل مُسلم ومسلمة فإنّ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ مجاهدة النفس للتّحلي بأحسن الأخلاق وأفضلها٬ وعلى كُل مؤمنٍ عاقلٍ أنْ يطمح لأنْ يكون عند الله مرضياً٬ وعند النّاس مقبولاً٬ وهذه الأمنية لا تُحقَقُ إلا بحُسن الخُلق٬ لما يتميّز بهِ من خصائص وفضائل تميّز أصحابها.
فضل حُسن الخُلق
- السّبب في دخول كثير من النّاس إلى الجنّة : أخبر رسول الله – عليهِ الصّلاةُ والسّلام – أنّ أكثر ما يُدخل النّاس الجنة يوم القيامة حسن الخُلق٬ فيُفلح من استقام خُلُقه في الدّنيا والآخرة٬ والدّليلُ على ذلك ما رُوي عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنه أنَّ (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ..).
- أكثرُ الأعمال ثقلاً في الميزان : فقد ذُكر عن النّبي – صلّى اللهُ عليه وسلّم – أنّهُ قال: (مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ) رواه أبو الدرداء٬ فحُسْنُ الخُلق قد يُحدّد مصير العبد في الحياة الآخرة٬ فينبغي على المُسلم الحرص على تمام الخُلق فلعلّ فيه نجاتُه.
- محبّة الله للعبدِ الخلوق: أخبرنا نبيّ الله أنَّ حُسن الخُلق سببٌ من أسباب محبةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى للعبد إذا أخلص النيّة لوجهه الكريم٬ فقد قال رسول اللهِ عندما سألهُ الصّحابة عن أحبّ عباد الله إلى الله فكان جوابُه: (أحسنُهم خُلقاً).
- يعادل حُسن الخُلق درجة الصائم القائم: قال عليهِ الصّلاة والسّلام (إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ)٬ وفي هذا الحديث دليلٌ واضحٌ على رِفعة ذوي الخُلق وتميّزهم عن باقي النّاس بدرجات تُعادل درجات الصّيام والقيام معاً٬ كما ضمن الرّسول – عليهِ الصلاةُ والسّلام – بيتاً في الجنّة لأفضل النّاس وأحسنُهم خُلقاً.
أشكال حُسن الخُلق
تكثُر أشكال الإحسان والأخلاق في الإسلام ولكنْ من أهمّ الأخلاق الإسلامية: برّ الوالدين٬ وصلة الرّحم٬ وإفشاء السّلام٬ وبشاشةُ الوجه٬ والإحسان للجيران٬ وطيب الكلام٬ وإطعام الطّعام٬ وصلاة اللّيل٬ والإحسان لأهلِ البيت٬ ومعاشرة الزّوجة بالإكرام والاحترام٬ وصدق الحديث٬ وأداء الأمانة٬ ونظافة الجِسم والمنزل٬ وغيرها من الأخلاق الحميدة والمُستحبة في الإسلام.